من الصعب أن تحتفي بكل النساء في يومهن العالمي، ومن الأصعب أن تكون الالتفاتة كافية ووافية للحديث عن المرأة في يوم واحد ووحيد من كل أيام السنة التي أضحت فيها النساء مقتسمات لكل الفضاءات مع الرجل بكل ندية واستحقاق لا يعكر صفوهما إلا رؤية تقليدانية تأبى أن تعترف أن النساء شقائق الرجال. داخل هسبريس، مؤسستنا الفتية التي استطاعت أن تجد لها مكانا في بيوت المغاربة كما في قلوبهم، نساء رائعات متفانيات، اخترنا أن نقدم لهن أصدق عبارات التقدير بمناسبة اليوم العالمي للمرأة و من خلالهن نقدم التحية لكل نساء العالم أينما وجدن، من المرأة العاملة في الحقول لتضمن للأرض خضرتها و للأبناء قوت اليوم مرورا بالساهرة داخل مختبر علمي وصولا للمضمدة لجرح لاجئ جريح أنهكته الحروب، دون نسيان النساء الممارسات لآلاف المهن و الحاملات لألاف الهموم من أجل أسرة أفضل ومجتمع آمن وعالم آخر، ممكن، يعترف لها بكينونتها وآدميتها. كل صباح وعند الدخول إلى مقر هسبريس، تجد ابتسامة بريئة من شابة طيبة اسمها إلهام عريف، المكلفة بمهمة التواصل الداخلي. تخبرك إلهام بكل من اتصل بك، سائلا عنك أو شاكيا لك مظلمة ما في مكان ما. تسجل الأسماء والأرقام الهاتفية و تحكي لك عن موضوع الاتصال بصدق يجعل من قضايا الناس قضية تخصها، فترى الشابة كالرسول الذي لا يرتاح إلا بتبليغ الرسالة. في المكتب المجاور على يمين إلهام، يوجد فضاء نسائي بامتياز، خلية نحل لا تتوقف عن العمل. مريم الطريبق، المسؤولة الإدارية والمالية بالجريدة هي أول من ترمق عين الزائر للمقر متى انعطف يمينا. شابة لا ترفع عينيها عن شاشة الحاسوب، فواتير و أرقام و حرص دائم على أن تكون كل الأمور المالية والإدارية واضحة ومحترمة تماما للمساطير والقوانين المعمول بها. مريم هي وجهتنا من أجل تراخيص العطل ومصدر معلوماتنا حول معطيات الضمان الاجتماعي، وتفاصيل التغطية الصحية وتدابير الأسفار، وفك شفرات الأرقام التي تستعصي علينا نحن المبدعون في تركيب اللغة والأميين أمام الأرقام أحيانا. مريم لا تتأفف من كثرة السؤال، ولا تغيب عن أي فرد من فريق هسبريس متى استلزم الأمر الحضور. إلى جانب مريم مكتب آخر يدير كل صغيرة وكبيرة في القسم التجاري، وصاحبة المكتب هي ريم التونسي، تغلبها ابتسامتها الجميلة كلما غلبتها لغتها الفرنسية وهي المشتغلة في جريدة إلكترونية عربية. ريم أكثر أفراد الفريق إلماما بالمبحرين في عوالم هسبريس، والعارفة بجغرافيا الأوفياء للموقع، معطيات تفيدها في التفاوض اللبق مع المقاولات والمؤسسات التي اختارتنا جسرا للتواصل مع العالم. بعيدا عن الشؤون المالية، الإدارية والتجارية، توجد ماجدة أيت الكتاوي، الصحفية التي كسرت استبداد الذكورية داخل فريقنا، فحمتنا من سهام المتسائلين عن مدى احترامنا لمقاربة النوع الاجتماعي و حضور المرأة داخل فريق العمل. حضور ماجدة ليس بروتوكوليا ولم يأت رغبة في القول أن في هيئة التحرير نساء، فالشابة من أكثر الصحفيين إبداعا في البحث عن الخبر، وإنصاتا للمواطنين الراغبين في إسماع صوتهم عبر منبرنا. إلهام، مريم، ريم وماجدة في مثل هذا اليوم 8 مارس 1857، خرجت آلاف النساء إلى شوارع مدينة عملاقة للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية التي كن يُجبَرن على العمل فيها، ورغم الوحشية التي جوبهت بها التظاهرة إلا أن تلك النساء الرائعات دفعن مجتمع "الشوارب" إلى إعادة النظر في قضية اسمها المرأة، وفي مثل هذا اليوم أيضا من سنة 1075 اكتشف عالم كبير غازا اسمه الأوكسجين. المشترك بين الحدث الأول و الثاني نختزله في الجملية التالية: أنتن الأوكسجين الذي يحترق من أجل استمرارنا، أنتن قصة نضال اسمها هسبريس. شكرا لكن ومن خلالكن شكرا لكل نساء العالم..