مع اقتراب مناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية التي تجمع بين الجيش المغربي، وقوات المارينز الأمريكية، شهر أبريل المقبل، تعالت أصوات جمعوية وحقوقية، مطالبة بإلغاء هذه المناورات لما لها من انعكاسات خطيرة على المجال البيئي بطانطان وكلميم. واستندت الأصوات المنادية، بإلغاء مناورات "الأسد الإفريقي" التي تدخل ضمن التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، ويصل عدد الجنود الأمريكيين المشاركين فيها إلى 1200 جندي أمريكي من الفوج الرابع عشر من قوات المارينز، إلى العديد من المخلفات البيئية التي بدأت تظهر بالمنطقة، من بينها جنوح حوت ضخم طوله 19 متر في مصب وادي "اريورة" جنوب الشاطئ الأبيض، بإقليم كلميم، شهر مارس الحالي، وهو ما يعتبر نادر الحدوث بالمنطقة التي بدأت تعرف ظهور علامات تلوث غير معروفة المصدر، حسب معطيات الجمعيات الحقوقية. واعتبرت جمعية "الشاطئ الأبيض" أن جنوح هذا الحوت الضخم، الذي يعتبر الثاني من نوعه الذي ينفق بالمنطقة في ظرف ثلاثة أشهر، مؤشرا على التغييرات البيئية التي سببها مخلفات المواد الكيماوية السامة والضارة بالثروة السمكية بالمجال البحري للمنطقة التي تجرى فيها مناورات "الأسد الإفريقي". صيادون من نفس المنطقة، أكدوا، أيضا، أنّ كمية الأسماء المصطادة بدأت تتناقص بشكل كبير بعدما لاحظوا هجرة غير طبيعية لمختلف أنواع الأسماك عن المجال البحري الذي تجرى فيه المناورات العسكرية. وطالبت جمعية "الشاطئ الأبيض"، في هذا السياق، من الدولة المغربية باحترام اتفاقية "رامسار" والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان وحماية البيئة، كما نبّهت الجمعية إلى خطورة وتبعات أي إجراء للمناورات العسكرية التي يطلق عليها "الأسد الإفريقي"، خلال شهر ابريل المقبل. وكانت "هسبريس" قد نشرت السنة الماضية معطيات وصور خاصة عن المخلفات البيئية التي تركتها مناورات "الأسد الإفريقي" التي جرت بمنطقة لعظيم التابعة إداريا لجماعة رأس امليل بإقليم كلميم، بين القوات المسلحة الملكية، وقوات المارينز الأمريكية، حيث بيّنت الصور، حينها، نفوق العديد من رؤوس الماشية بفعل "تناولها لبعض النباتات والحشائش المتواجدة في المساحة التي أجريت فيها المناورات العسكرية" حسب ما رجّحت الجمعيات الحقوقية. ومعلوم أن مناورات "الأسد الإفريقي" انطلقت سنة 2007، بين القوات المسلحة الملكية المغربية، والقوات الأمريكية ممثلة ب1200 جندي أمريكي من الفوج الرابع عشر من قوات المارينز المنتمية لقاعدة "فورت وورث" التي سبق للجنود التابعين لها أن خاضوا حروبا واقعية ناهزت العقد في كل من أفغانستان والعراق، حيث تدخل هذه المناورات في إطار التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، حسب البيانات المعلنة بين البلدين.