أعلن الملك رفضه ظاهرة تقبيل اليدين، ودعا المواطنين إلى الامتناع عن تقبيل يده أو يد أفراد العائلة المالكة ، وذلك على خلفية أن تقبيل اليد لا تقبله النفسالحرة إلى جانب أنه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله، والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد ، وأضاف الملك "أعلن من مكاني هذا عن رفضي القاطع لهذا الأمر، وأسأل الجميع أن يعملوا بذلك ويمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين براً بهما". لقد شكل قرار ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز بإلغاء تقبيل يده في شتنبر 2005 حدثا تاريخيا في الحياة السياسية السعودية ، ولم يكتف ملك السعودية بذلك ، بل نهى عن مخاطبته بمفردة "يا مولاي" أثناء إحدى زيارته للمدينة المنورة مؤكدا أن المولى هو الله عز وجل. أحد الصحافيين المغاربة "نور الدين مفتاح" كتب في حينه ،أن المغاربة كانوا يحلمون لو صدر "بلاغ عن وزارة القصور والتشريفات والأوسمة يعلن أن جلالة الملك أصدر أمره المطاع بمنع تقبيل يده ..." في حين تمنى الصحافي المشاكسأحمد رضا بنشمسي لو أن "الملك محمد السادسكان صاحب هذا القرار " . الحسن الثاني كان يصر على إبقاء يده ممدودة ومحمد السادس غير مكترث بشأن تقبيل يده لقد ظلت عادة تقبيل يد الملك من الطقوس المخزنية القديمة لكنها أصبحت بمثابة عادة إلزامية بعد أن تم التخلي عن سجود الرعايا بين أقدام الملوك العلويين وتقبيلهم نعالهم وأحذيتهم. فلم يكن الملك الحسن الثاني يتنازل عن عادة تقبيل يده وكان يصر على إبقاء يده ممدودة إلى من يسلم عليه وشكّل الوزير الراحل إدريس البصري النموذج الأمثل في طريقة تقبيله ليد الملك الراحل ، حيث كان يقبل يد الملك على الوجهين ولأكثر من مرة . كانت مسألة تقبيل يد "الحسن الثاني" إجبارية على جميع المغاربة ، مع استثناء فئة "العلماء"، الذين أعفيت من هذا التقليد فعوض تقبيل يد الملك الراحل كان بعض العلماء المغاربة يكتفون بتقبيل كتفه. لكن الكثيرين ممن كانوا يقبلون يد الحسن الثاني صباح مساء تبين أنهم ليسوا سوى متملقين ومنافقين بل ومنهم من سعى للانقلاب (الجنرال أوفقير مثلا). ومع وصول الملك محمد السادس للحكم أصبحت مسألة تقبيل يد الملك أكثر ليونة ، ويرى عز الدين العلام أستاذ العلوم السياسية أن الملك محمد السادس لا يكترث بأمر تقبيل يده ، بمعنى أن هذه المسألة موكولة للمعني بتقبيل أو عدم تقبيل يد الملك ، لكن واقعة استقبال الملك محمد السادس لأعضاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغيةالذين فضل بعضهم السلام على الملك دون تقبيل يده فيما فضل البعض منهم تقبيل كتفه، شكلت سابقة في تاريخ مراسيم الاستقبالات الملكية أثارت غضب الملك والمحيطين به حيث لم يرغب محمد السادس في أخد صورة تذكارية مع أعضاء مؤسسة قام بتعيينها ، كما أن "دار البريهي" لم تبث مراسيم التنصيب. ألم يحن الوقت لإلغاء عادة تقبيل يد الملك؟ إن السعودية لا يجب أن تكون نموذجا بالنسبة إلينا في المغرب يقول الباحث والصحافي المغربي مصطفى عنترة إضافة إلى أنقرارالملك عبد الله بن عبد العزيزلا يمكن أن يشكل مقياسا لتطور الديمقراطية هناك ، فعملية إلغاء تقبيل يد الملك تحمل دلالات رمزية وتنهل من ثقافة حقوق الإنسان ، لكنالمظاهر البروتوكولية التقليدية والمحافظة والتي تصور وزراء كبار في السن يقبلون يد ملك شاب يظهر عصريا في لباسه وحياته الخاصة تخدش صورة الملك محمد السادس والمؤسسة الملكية وتعكس للخارج صورة غير إيجابية لملك يصبح تقليديا عندما يتهافت الوزراء على تقبيل يده "الشريفة" . لايكفي أن نترك أمر تقبيل يد الملك اختياريا لأنه طالما وجد هناك من يستمر في تقبيل يد الملك بشهية مفتوحة ، طالما استمر أولئك "المتهافتون" على تقبيل يدي الملك في الاستفادة من الغنائم وتحقيق المكاسب عن طريق التملق يقول أحد الباحثين المغاربة. أليس تقبيل يد الحاكم مهينا لكرامة المحكوم؟ ألم يحن الوقت لإصدار قرار بإلغاء تقبيل يد الملك؟ إن ذلك لن يكلف الملك شيئا بل سيجني منه الكثير. [email protected]