في تكرار لسيناريو السنوات الماضية، أتى حريق مهول شب حوالي الساعة الثامنة من مساء أمس الجمعة، على العشرات من المحلات التجارية الصفيحية بسوق الكلب التابع لمقاطعة حي تابريكت بسلا، حيث قدرت الخسائر المادية بحوالي 600 مليون سنتيم، دون تسجيل ضحايا في الأرواح. وعاينت هسبريس حجم الأضرار التي ألحقتها النيران الحادة المخلفة وراءها لسحابة دخان كثيفة علت سماء الأحياء المجاورة للسوق الشعبي، حيث لم تفلح معها فرق الوقاية المدنية، التابعة للرباط وسلا، والمعبئة ب12 شاحنة لصهريج المياه، في السيطرة عليها بسرعة، بسبب تواجد قنينات غاز البوتان وأطنان من الملابس الجديدة والمستعملة وأواني منزلية مختلفة، فيما امتدت ألسنة اللهب إلى باقي المحال الخاصة بالخضر والفواكه، وهو ما خلف خسائر مادية كبيرة. وساهمت الأمطار المتساقطة مساء أمس بالمدينة في التقليص من سرعة زحف النيران، وجعلتها بعيدة عن المباني السكنية المجاورة، والتي تعدّ غالبيتها من دور الصفيح، فيما تدخل مواطنون لمساعدة فرق الوقاية المدنية لإطفاء الحريق بكل الوسائل الممكنة. وحسب ما استقته هسبريس من تصريحات المتضررين، فإن الأسباب الحقيقة وراء هذا الحريق تبقى مبهمة، مع استحضار إمكانية انفجار قنينة غاز أو تماس في التيار الكهربائي، فيما نصب أصحاب المتاجر المتضررة خيمة مقابلة للسوق الصفيحي المحترق احتجاجا على الوضع مطالبين السلطات المحلية والمسؤولين المنتخبين بتعويضهم وإيجاد حل لمشكل يتكرر كل سنة. وشوهد المئات من المواطنين في تجمهر على بعد أمتار من الحريق، فيما تعبئ العشرات من رجال التدخل السريع والقوات المساعدة، للحيلولة دون وقوع ردود فعل الغاضبين، كما حل بمكان الحادث مسؤولون محليون من بينهم عامل المدينة ومنتخبون بالمجلس البلدي ومستشارون جماعيون. ومن جهته، قال عبد اللطيف السودو، النائب الأول لعمدة سلا، إن السلطات المحلية معبئة اليوم بتنسيق مع فرق الوقاية المدنية والمسؤولين من أجل السيطرة التامة على الحريق، مضيفا أن هناك لجنة محلية تشكلت للبحث والتحقيق في الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق. وأوضح السودو في تصريح لهسبريس أن المطلوب الآن هو إيجاد حل جذري للبناء العشوائي ودور الصفيح من طرف المجلس البلدي بتنسيق مع عامل سلا وباقي المسؤولين المحليين، موردا أن لقاء قريبا سيجمع الجهات الرسمية بالمتضررين للاتفاق على بديل في إطار أسواق نموذجية تليق بمدينة سلا وموازية لمشاريعها وأوراشها الكبيرة، على حد تعبير المسوؤل المحلي.