أعرب الدكتور المهدي المنجرة عن أسفه البالغ لقرار منعه من المحاضرة في الجامعات المغربية دون إبداء أي مبررات لهذا المنع، واعتبر ذلك قرارا مجحفا بحق أستاذ جامعي مغربي كان من أول من درس في الجامعات المغربية عام 1958. "" ومنع الدكتور المهدي المنجرة من إلقاء محاضراته بالجامعات المغربية للمرة الثانية عشرة، كان آخرها المنع من لقاء مفتوح بمدرج بلماحي بكلية العلوم بالرباط بداية هذا الأسبوع. وأكد عالم المستقبليات الدكتور المهدي المنجرة في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن عميد كلية العلوم بالرباط أبلغ الطلبة الذين دعوا الدكتور المنجرة ليحاضر في الجامعة قبل ساعة من الموعد قرار الكلية بعدم السماح بذلك، دون إبداء أي مبرر لذلك. وأشار المنجرة إلى أن الطلبة أرادوا الرد على ذلك بالتظاهر لكنه رفض هذا الأسلوب، وقال: "طموحي في الحياة أن أعرف من يمنع مثل هذه المحاضرات وما هو السبب". ونفى المنجرة أن تكون له أي صلة بأي جهة سياسية أو حزبية يمكنها أن تبرر مثل هكذا قرار، وقال: "أنا لست عضوا في حزب سياسي ولم أشارك في أي تيار سياسي، ومعروف باستقلاليتي الفكرية، وكتبي تسجل مبيعات قياسية، لكن السياسيين يريدون أن يصنفوك إذا لم تكن معهم، وهذا عمل جبناء ولا يهمني، فأنا ذاهب الأسبوع المقبل لأحاضر في السويد عن الدراسات المستقبلية، وهذا يكفيني، لكن يحز في النفس أن يكون جزاء أول أستاذ جامعي درس في جامعة محمد الخامس عام 1958 أن يكون هذا هو جزاؤه وهو منعه من أن يحاضر فيها، وربما ما يعزي النفس هو موقف الطلبة وتفاعلهم مع ما أكتبه، فهذا هو المحرك الأساسي الذي يدفعني إلى العمل والكتابة". وذكر المنجرة أنه كان قد أعد مشروع قانون جديد للجامعات المغربية عام 1981 لكن الحكومة لم توافق عليه يومها، وأنه لذلك رفض عرض الملك الراحل الحسن الثاني بقبول منصب رئاسة الجامعات المغربية لأنه لم يتلق الضمانات القانونية الكافية التي تحول دون دخول الأمن إلى الجامعة، كما قال. والدكتور المهدي المنجرة من مواليد 1933 بالرباط، تلقى دراسته الجامعية بالولايات المتحدة بجامعة " كورنيل". وبعد حصوله على الإجازة في البيولوجية والعلوم السياسية، تابع دراسته العليا بإنجلترا وحصل هناك على الدكتوراه في الاقتصاد بجامعة لندن. وكان من الأساتذة المغاربة الأوائل الذين قاموا بالتدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1958. وتقلد عدة مناصب سواء على الصعيد الوطني أو الدولي وساهم في إحداث الفيدرالية الدولية للدراسات المستقبلية وأسس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. هذا علاوة على عضويته في جملة من المؤسسات ذات الصيت العالمي من ضمنها أكاديمية المملكة المغربية والأكاديمية الإفريقية للعلوم والأكاديمية الدولية للفنون والآداب. له عدة كتابات في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، أكثر من 600 مقال وعدة مؤلفات، ولا زال قلمه سيالا ينتج باستمرار وعلى الدوام. وحصل الدكتور المهدي المنجرة على عدة جوائز، من ضمنها جائزة الحياة الاقتصادية سنة 1981 والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للمعمار سنة 1984 وقلادة الفنون والآداب بفرنسا سنة 1985 وقلادة الشمس الشارقة باليابان سنة 1986 وميدالية السلام من الأكاديمية العالمية لألبير اينشتاين وجائزة الفيدرالية الدولية للدراسات المستقبلية سنة 1991.