كانت تسجيلاته مثل الرصاصة، لمسته على زر التسجيل كأنها ضغط على الزناد، وما فعله في أسابيع يحتاج إلى سنين من العمل.. منذ أزيد من خمس سنوات تداول المغاربة شريط فيديو يظهر فيه رجال درك، في منطقة من ضواحي تارجيست، يتلقون رشاوى من سائقين عابرين.. الفيديو الذي وصل صداه إلى جهات العالم الأربع، كان وراءه شاب خجول هادئ الطباع في الواقع، شرس وصعب المراس في العالم الافتراضي، إنه ابن تارجيست وعاشقها منير أكزناي، هذا الأخير خطط ورتب رفقة صديق له ليحارب الفساد على طريقته، أسلحته الكاميرا والحاسوب، وقضيته عادلة جدا، عنوانها: أحب هذه البلاد، وأكره كل من يريد تخريبها. وانطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 07 فبراير 2013 عملية توزيع العدد السادس ل"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباطوالدارالبيضاء والنواحي، عشية هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 08 فبراير 2013. وجاء عنوان الغلاف، الذي أعده الزميل حسن الأشرف، شبيها باعتراف القناص: "أنا قناص تارجيست.. وهذه دوافعي"، هذا الشاب الذي شغل الدنيا وملأ الناس فضولا يكشف عن وجهه لأول مرة على صفحات "مجلة هسبريس"، ويحكي عن الأسباب التي جعلته يفجر واحدة من أكبر الفضائح المغربية. في العدد الجديد ل"مجلة هسبريس"، أيضا، ريبورتاج قوي ومتميز للزميل عماد استيتو، والذي انتقل نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة سيدي إفني ليرصد تفاصيل: "موسم الهروب إلى الموت"، وليرصد ايضا وجع هذه المنطفة الذي صار أبديا على ما يبدو، وكأن لعنة ما تطارد هذه المدينة، والتي فقدت منذ أسابيع ثمانية من شبابها في قوارب "الحريك" من سيدي إفني إلى "لانزاروتي". مجلة هسبريس زارت المدينة فكانت القصص تتراوح بين: الموت والعنصرية وظلم الدولة والتهميش. تجدون في هذا العدد أيضا بورتريها، من إعداد الزميل إسماعيل التزارني، عن عالم المستقبليات، المهدي المنجرة، الذي، وبعد مسار مليئ بالإنجازات والكتب والمحاضرات والبحث العلمي، يعيش اليوم طريح الفراش، أما المسؤولون الذين طالما أرقهم كلامه فإنهم نسوه، بل تناسوه، لأن المرض ناب عنهم في منعه من محاضراته التي أزعجتهم دائما. أما الزميل عدنان أحيزون فقد خص مقالته الرئيسية في صفحة الاقتصاد للبحث في طروحات وأفكار الاقتصادي الراحل، إدريس بنعلي، هذا الأخير الذي ودع العالم يوم الأحد الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، عدنان أحيزون احتفى ببنعلي، الذي عرف بمواقفه الصارمة تجاه السياسات الاقتصادية للمملكة، ورحل عنا وهو يدافع عن دولة مغربية تقطع مع الفساد والمفسدين، تحت عنوان: "رحيل آخر العقلانيين". فيما خص الزميل إسماعيل بلاوعلي تحليله السياسي لهذا الأسبوع لتفاصيل محاكمة معتقلي ما صار يعرف ب"أحداث كديم إيزيك"، تحت عنوان "محاكمة جنائية بنكهة سياسية"، فسنتان بعد أحداث المخيم، باشرت المحكمة العسكرية بالرباط متابعة المتهمين باغتيال 11 عسكريا ومدنيين والتمثيل بجثث بعضهم. محاكمة تتجاذبها إرادة التسييس من طرف، ورغبة الإنصاف من طرف آخر. في العدد السادس أيضا ل"مجلة هسبريس" الأعمدة الصحافية لكل من: فؤاد مدني، أحمد المرزوقي، وداد بنموسى، نبيل ادريوش ومحمد الراجي، بالإضافة إلى صفحة بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد الخامس والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي. ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد السابع ل"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.