جرت العادة أنني كلما فتحت نقاشا مع أحد المثقفين المجهدين بزاف حول موضوع الاستعمار إلا كان جوابه الاستعمار الكلاسيكي يقصد "لاندوشين" أي حرب فرنسا على الهند الصينية ولى زمانه ومضى، والآن هناك استعمار ثقافي وتكنولوجي متطور، والاستعمار القديم لم يعد إلا في أرشيف الجزيرة الوثائقية، لكن فرنسا تأبى إلا أن توقظه من تحليله العلمي بتدخلها الهمجي في بلد إفريقي اسمه مالي، لتشرب من دماء ممادو وصميلاه وإخوانه، مستغلة انشغال الأفارقة بكأس الأمم لتتفرغ لكأس الإبادة الجماعية، مركزة قصفها على فقراء الشعب المالي بينما الشعوب الإفريقية تلهث وراء مجد وإنجازات كروية وهمية، حيث تطالب لاعبيها بتحقيق النصر مهما بلغ الثمن. يا أخي صوميلا ويا أخي بكورا ديالو ويا ممادو فال انتبهوا إلى المستعمر القديم الجديد، جيش الديكة، فالديك رمز الفرنسيين، لكنه فروج رومي لا يؤذن، فأين الإعلام الفرنكفوني مما يحدث لإخواننا الماليين من مجازر واغتصاب وتهجير...إنها مأساة حقيقية. وقارنوا بين تحرك الإعلام الغربي عندما يستهدف السودان البلد الإفريقي لفصل شماله عن جنوبه. أيتها الشعوب الإفريقية أدعوكم إلى احتساء كؤوس القهوة الكينية المرة لتستفيقوا من التبويقة الكروية، ولتصيحوا في وجه الجيش الفرنسي وتطالبوا بالانسحاب من الميدان وأن يكف قصفه عن المدنيين العزل، بدل المطالبة بالمزيد من الأهداف. فرنسا قامت بهذه الحرب الظالمة من أجل إنقاذ ABCDE أي لغة موليير المهددة من طرف جماعات إسلامية، فعندما تتحكم هذه الشعوب في مصيرها فستلغي حتما لغة المستعمر وعندها ينقطع التواصل مع ماما فرنسا وتصل التداعيات إلى الاقتصاد الفرنكفوني، فمن يتكلم لغة فرنسا سيذهب إلى سوقها ويجلب رجال أعمالها ومستثمريها لنهب الماس وباقي المعادن النفيسة في هذا البلد الغني بثرواته والفقير بتدبير رجاله. وللتذكير فقط فمنتخب فرنسا يشبه جيشها أغلب عناصره من الأجانب، بهم تم تحرير فرنسا من قبضة هتلر، وفريقها الكروي لم يحرز المونديال إلا بأرجل الأجانب "زيدان" على سبيل المثال. فهم فعلا ديكة أو دجاج أبيض. وأخيرا أيها الشعب المغربي: أين المليونيات لمساندة الشعوب المقهورة، أم أن لسان حالنا يقول "الحرب في مالي وان مالي"