تلقيت من الصديق الشاعر(ع،أ) دعوة، لحضور العرض الأول لمسرحية "شكون انت" التي ألفها وزير الثقافة سابقا و رئيس اتحاد كتاب المغرب سابقا و عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي سابقا(هل نسيت صفة سابقة؟)،،لم أحتج لكثير تفكير في الإعراض عن الحضور (رغم تقديري لتجربة مسرح أفروديت و المبدع الهواس)،، حسب ما رشح من التغطيات الإعلامية فالنص الأشعري(محمد و ليس أبي موسى) يعالج وحش السلطة،و كيف تأكل السلطة صاحبها في المطاف الأخير،،، تساءلت كيف يمتلك الأشعري كل هذه الجرأة(بمعنى الجبهة/السنطيحة و ليس الشجاعة) للكتابة في هكذا موضوع،، وهو الذي أكل من فتات مائدة المنصب و الكرسي(و باقي الأدوات الحاملة للمؤخرات)،،،سيقول البعض: في التعامل مع النص الأدبي يجب وضع مسافة بين المكتوب و الكاتب،،ألم ينحرف فارغاس يوسا يمينا؟ سيحتج البعض(أواه يوسا خطرة واحدة،،آش جاب الكافيار لبودنجال؟)،،قد يكون هذا "المجاز" التدليلي حاملا لبعض المعقولية،،و لكن حين تصبح الكتابة الأدبية ممرا لتبييض تاريخ انحرف عن السكة ذات حادث سير سياسي دون الجرأة عن الاعتذار لا النقد الذاتي(النقد الذاتي يجد مرجعيته في أخطاء التقدير لا خطايا الارتماء في أحضان سلطة المحافظة و الاستبداد عن سبق إصرار و تزلف)لا نستطيع الفصل بين الكاتب و النص. لن يعدم الأشعري حواريين سيطلبون للعمل، و يعدونه فاتحة في الكتابة المسرحية،،و من الغد ستتحفنا الملاحق الثقافية (ملاحق تلاحق؟؟؟)،بمقالات تمجد النص ،و تمحل اللغة لتستخرج مكامن الإبداع الثاوية في المتن ،وهلم حشوا سيميائيا و هيرمينوطيقيا و ما بعد بنيويا،،،فللرجل قبيلته، و له علاقاته النافذة مغربا و مشرقا،،ألم يفز بالبوكر العربية في الرواية،؟؟،عن عمل عاد جدا لا من حيث الحبكة أو اللغة أو التقنية،،،قد يقول البعض إنه تحامل مجاني على رجل اعترف له المركز المشرقي بالنبوغ المغربي،،،و الأمر خلاف ذلك،،فمثلاالموقف السلبي من بنسالم حميش لا يمنع من الاعتراف بعلو كعبه في الكتابة السردية التي لا تعدم نسغ الرومانسيك؟؟؟ نحتاج لمقدار هائل من الغباء،أو "لللأوفر دوز" من النسيان، لكي نقيم مسافة بين الأشعري و عمل "يفضح" السلطة المستبدة و مكرها و يعري سوءاتها (عيينا منعريو في السوءات لنكتشف أنها وحدها سوأتنا كانت مكشوفة). الأمر أشبه بأن يكتب قناص عن ألم الطرائد بعد عودته منتشيا من حفلة صيد،، أو أن يشتري جلاد عطرا لحبيبته بعد أن يعري زوجة أمام زوجها المعتقل تحت أنظار رفاقه في السادية،،، إلا إذا كانت الشيزوفرينيا من علامات الإبداع،، كان أجدر بالأشعري قبل أن يكتب نصه المسرحي"شكون انت" أن يتأمل وجهه في المرآة و يقول:شكون انت،، ربما كان أعفانا من هذه المسرحية التي يقوم بأداء دور البطولة فيها،،، استدراك: ما بال "النخبة "الاتحادية يتلبسها مس من الثورنجية حين تنفصل مؤخراتها عن الكراسي