تعيش الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية المعترف بها بالمغرب حالة قلق بسبب نشاط تنصيري يقوم به إنجيليون أميركيون تحدثت عنه الصحافة المحلية، وهو ما دفعها للتبرؤ من المنصرين الجدد. "" وكانت الكنيسة حصلت على اعتراف رسمي صادر عن الملك الراحل الحسن الثاني في رسالة وجهها إلى البابا السابق جان بول الثاني يوم 30 نونبر 1983. وهي بهذا الاعتراف تخلصت من مشاعر الحذر والقلق وأصبح بإمكانها القيام بشعائرها الدينية وحيازة ممتلكات لتسيير شؤونها الدينية والتربوية والخيرية، كما جاء في كراسة صادرة عن الكنيسة الرئيسية بالدار البيضاء حصلت الجزيرة نت على نسخة منها. قلق وحذر غير أن هذا الاستقرار أخذ يهتز بعد دخول المنصرين الإنجيليين الأميركيين على الخط، وتنظيمهم رحلات تبشيرية بغطاء اقتصادي أو ثقافي أثارت قلق الأحزاب المحافظة والعلماء والحركات الإسلامية. وتحدثت صحف ومجلات محلية عن الخطر المسيحي الذي يزعزع عقيدة المسلمين المغاربة، ونظمت مجالس علمية تابعة لوزارة الأوقاف ندوات حول التنصير، كما حثت خطباء الجمعة على تحذير المسلمين من هذا الخطر. تبرؤ الكنيسة وردا على ما ورد بوسائل الإعلام المغربية، أصدرت الكنيسة بيانا حصلت الجزيرة نت على نسخة منه تقول فيه إن المبشرين الذين جرى الحديث عنهم مؤخرا لا ينتمون للكنيستين المذكورتين، وإنهم -إن وجدوا- ينتمون لمنظمات لا علاقة للكنيسة بها. وأوضح البيان الذي وقعه القس فانسانت لاندل والقس جون بول بلان أن الكنيستين لم تطلبا لهؤلاء المبشرين بطاقات الإقامة بالمملكة، ولم تمنح لهم أي بطاقة. وخلص إلى أن الدور الأساسي للكنيسة بالمغرب سابقا وحاليا، يقتصر على استقبال وتأطير المسيحيين الوافدين للملكة من بلدان متعددة من أجل العمل أو الدراسة وتوفير أماكن العبادة لهم. أخطاء أميركية وفي تعليقه على القضية، انتقد جاك لوفرا الذي أرسله الفاتيكان موجها للأساتذة الأجانب المقيمين بالمغرب منذ أربعة عقود، سياسة التنصير الأميركية قائلا إن الأميركيين يرتكبون أخطاء فادحة بسعيهم لتنصير المغاربة والمسلمين. واعتبر لوفرا أنهم لم يستوعبوا التاريخ جيدا "لذاكرتهم القصيرة وجهلهم بثقافات الشعوب التي يريدون تغيير عقيدتها". وأوضح أن الكنيسة المعترف بها بالمغرب يقتصر نشاطها على المسيحيين الأجانب المقيمين والزائرين، كما أنها تقدم خدمات اجتماعية للمهاجرين الأفارقة القادمين من بلدان جنوب الصحراء الكبرى خاصة المسيحيين منهم. وتحولت كثير من الكنائس غداة استقلال البلاد إلى بنايات تابعة للإدارة المغربية بعد أن أعادت شراءها من مالكيها حين استنفدت أغراضها، كما أكد ذلك المؤرخ جامع بيضا في كتابه الحضور المسيحي بالمغرب. لوفرا الذي قضى أربعين سنة في المملكة أيد ما ذهب إليه المؤرخ المغربي، وأوضح للجزيرة نت أن كل المشاكل العقارية حلت بطريقة ودية بين الكنيسة والمسؤولين المغاربة. وحصل المغرب على استقلاله من الاستعمار الفرنسي سنة 1956 بعد احتلال دام أكثر من نصف قرن، ومنذ ذلك الحين انطلق العد التنازلي للكنائس وروادها بالمدن الصغيرة والكبيرة. عن الجزيرة نت