استغربَ الدولي المغربيُّ حسين خرجة، إرجاعَ إبعادهِ عن تشكيلة المنتخب المغربي، التي ستشاركُ في الدورة المقبلة لكأس أمم إفريقيَا، إلى تواجدهُ في قطر وعدمِ تأتِّي الاتصال بهِ هاتفياً، مؤكداً في حوار له مع "فرانس فوتبول" أنَّهُ ظلَّ على الدوامِ رهنَ إشارة المنتخب، كما لا يزالُ جاهزاً إن أتَى مدربٌ آخر يروقُ لهُ أسلوبهُ في اللعب، وإنْ هوَ الطاوسي تراجعَ عن قراراه. كيفَ تقرأُ إبعادكَ عن المجموعة المشاركة في الدورة المقبلة لكأس أمم إفريقيَا؟ كنتُ أتوقعُ الأمر منذُ فترة مضتْ، فالأمور لدينا لا تبقَى محاطة بالسِّرية أمداً طويلًا، وخلالَ المباراة الودية التي خاضهَا المنتخب المغربي مع الطوغو (0-1)، لم يتمَّ استدعائي، بسببِ ما قالَ الناخب الوطني، إنهُ حرصٌ علَى تجنيبِي ساعات على متنِ الطائرة..كمَا أنهُ عزَا إبعادي في مؤتمرٍ صحفي لهُ مؤخراً، إلَى لعبِي بِقطر في بطولة جد متواضعة. هل شرحَ لكم الناخب الوطني شخصياً إقدامهُ على الخيار؟ لم تحن منذ لقاء المنتخب مع الموزمبيق في الثالث عشر من أكتوبر برسم إقصائيات الكان، فرصةٌ للحديث معَ المدرب الوطني. وأعتقدُ أنَّ الشجاعة كانت تنقصه، وظلَّ خلال شهرين أو ثلاثة أشهر يتعللُ بكونِي بعيداً وأنَّ مشارَكَتِي ستتطلبُ ساعاتٍ من السفر عبرَ الطائرة، ثمَّ إنهُ قالَ للصحافة إنهُ تعذَّر عليه أن يهاتفنِي، وتلكَ المسوغات تخصهُ هوَ. لقد قررَ عدم ضمي لأنني ألعبُ في قطر، وهوَ تصرفٌ غير لبق من جانبه، أمَّا إن أراد ذاتَ يوم أن يدربَ في قطر فتلكَ الأمور لا تقال.. خاصةً وأنه إذا تلقَى عرضاً من هناكَ سيسارعُ إلَى الذهاب. لكن على الرغمِ من ذلك بدَا في اللقاء الحاسم مع الموزمبيق، معتمداً عليك.. بعدَ إخفاقنَا في الموزمبيق بهدفين لصفر، كانَ الاتصالُ بي متأتياً، حيثُ طُلبَ مني تعزيزُ المجموعة، وقيلَ إنهُ بإمكاننَا قلب النتيجة في المغرب إلى 4-0، مما يبدُو معهُ أنَّ هاتفيَ كانَ متاحاً حينَهَا، وبعدَ التأهل، انقطعت الأخبار، ولم أتلقَ حتى رسالة قصيرة، وهوَ أمرٌ فيه شيءٌ من الخسة، على اعتبار أنهُ قد أساءَ إلى حد ما إلى صورتي في المغرب..فالقولُ إنني لم أجب على الهاتف، قد يعطِي انطباعاً بأن غيابِي مردُّهُ إلَى أسباب مقترنة بالانضباط. بعدَمَا أبنت عن أداء قوي خلال السنتين الماضيتين في كل مرة ينادَى عليك، هل تحسُّ اليوم بأنَّ في إبعادكَ تقليلٌ احترام لك؟ أجل، فالأمر واضح، خصوصاً عقبَ مباراة الموزمبيق، إذ كنتُ ألعبُ في قطر حينَهَا، دونَ أن يطرحَ ذلكَ أيَّ مشكل، وكانَ القولُ آنئذٍ إنهم يعتمدونَ عليَّ، في نطاقِ ذلكَ النوع من الكلام الذي يوجَّهُ للمرء ويخفتُ بين عشية وضحاهَا. هل يخشَى الفريقُ التقني من تأثير محتمل لك على المجموعة؟ أنا متواجدُ في الفريق الوطني منذُ عشرة أعوام، وأرى أنَّ هناكَ جامعتين مختلفتين وعدة ناخبين. وإن كنتُ قد لعبتُ على الدوام فمردُّ ذلكَ إلى أهليتي، وكونِي لبيت النداء دائما، ووهبتُ نفسي قلباً وقالباً. على الرغمِ من أنَّ هناكَ أفواهاً قالت إنَّني فرضتُ نفسي، وأنّني فرضتُ فيما بعد لاعبينَ آخرين، ولأجيبهم أقولُ لهم إنني لم أفرضْ نفسِي أبدا، وهذَا كفيل بسدِّ بعض "الأفواه القذرة" التي تطلقُ الكلامَ على عواهنه. ما الذي تقصده؟ إنَّ مَا يحدثُ الآن ليسَ على تلكَ الدرجة من السوءِ لأنهُ سيسدُّ أفواهاً كانت تقولُ إنني فرضتُ نفسي، وفرضتُ بعضَ اللاعبين، وهم اليومَ أمام برهانٍ على خلافِ ما كانُوا يذهبونَ إليه، فحينمَا يتخذُ مدربٌ ما قرارهُ يجدر بي أن أحترمه، لكنني لا أتفق معه بالضرورة. هل يمكنُ القول إنكم المسؤول الأكبر عن فشل إريك غيريتس، على اعتبار أنك كنتَ تحظَى بثقة كبيرة لديه؟ لقد نلت ثقته في الميدان، ففي البداية، سمعَ أشياء عني وكان ذا رغبة في معرفة ما إذا كنتُ إيجابيا بالنسبة إلى المجموعة، وما إذا كانَ بوسعه الاعتمادُ عليَّ، وبعدَما لعبتُ مع جميع المدربين السابقين، لا أدري إن كانَ المدربُ الحاليُّ لا يعجبهُ أسلُوبِي وذلكَ من حقهِ، ففي الجامعةِ ليسَ لديَّ إلا الأصدقاء. هل تفكر في الاعتزال دوليا؟ كلا، على الإطلاق، لقدُ قدمت الخدمة لبلدي دائماً. وبلغتُ ثلاثينَ عاماً منذُ شهرٍ مضى، ولذلكَ فأنا لا أزالُ شاباً. هناكَ اليومَ مدربٌ يرَى أنني ألعبُ في بطولة جد متواضعة، أمَّا إن أتَى ناخبٌ جديد وراقَ لهُ أسلُوبي في اللعب فإنَّ لا مشكلَ إذْ ذاكَ، وحتَّى إن ترجعَ الطاوسِي عن قراراهِ فلا يوجدُ أدنَى مشكل، أنَا رهن الإشارة (متأثراً)..وأغتنمُ الفرصة للتعبير عن شكري للمغاربةِ الذينَ يدعمُوننِي، والذينَ بعثوا لي برسائلَ. كما أنني تلقيتُ أيضاً رسائلَ من لاعبينَ كبار من منتخبات إفريقية استشكلَ عليهم الفهم. وهنا أعتقدُ أنَّ الصحافة المغربية قد دافعت عنِّي. وما أطلبهُ منَ المغاربةِ في اللحظة الراهنة هو أن يظلُّوا مساندينَ للمنتخب الوطني كما فعلُوا أثناء المواجهة مع الموزمبيق. لأنَّ ذلكَ حفزنَا على تحقيقِ الفارق. إذ يجبُ دعم اللاعبين لأنهم أهلٌ لذلك.