على هامش إحياء الفنان حاتم إدار لسهرة ببرشلونة، هي الأولى بالديار الإسبانية لخريج برنامج سُوبير ستَار، كان معه هذا الحوار لمزيد من التواصل بشأن مسار هذا المطرب. كيف كانت البداية بعد "سوبر ستار العرب"؟ بعد سوبر ستار العرب بقيت مستقرا بالديار اللبنانية، وخلال الاقامة نسجت علاقات مع فنانين عرب أمثال إلياس الرحباني ووديع الصافي.. كان ذلك إلحاحا شخصيا أهدف من ورائه خلق اسم في الميدان الفني. سجلت كليبات مع كتاب وملحنين كبار أمثال وسام إلياس ناصر وسعيد الشرايبي وعبد الكامل دينيا، هذا تطلب مني مجهودا، إذ لا يمكن البقاء في صف الانتظار للإطلال من خلال برنامج أو مهرجان معين على الجمهور، فالعمل الاحترافي حاليا يتطلب مسايرة عصر الفضائيات، والمجال الفني يتطور بشكل كبير حيث تجد الجديد يوميّا في عالم الانتاج بصفة عامة، ومن خلال هذه الوتيرة السريعة تطلب مني الامر دفع ضريبة المواكبة والظهور في القنوات العربية بعرض أغان أو المشاركة ضمن برامج حوارية.. الحمد لله، كل هذه الامور اشتغلت عليها لأجل رسم معالم اسمي الفني، والأهم هي مساندة الجمهور التي لقيتها. وماذا عن برنامج "سوبير ستار"؟ كيف كان شعورك قبل هذه المشاركة وبعدها؟ قبل المشاركة كانت الامور سهلة، كنت أطل على الجمهور من خلال لقاءات أو حفلات مع انتظار ما سيأتي، لكن بعد ذلك شعرت بمسؤولية أكبر حين ساندني الجمهور بسُوبير ستَار حتى بلغت المراحل النهائية.. فقد كنت ألاقي أمورا صعبة، خصوصا في ظل انعدام التسويق لمنتوج الفنان، خاصة المغاربة الذين يبقون محتاجين لمجهود أكبر، وكان لابدّ لي، لأتجاوز ذلك، أن أنتقل بين عواصمكالقاهرة ودبيّ وبيروت، متحملا كامل المصاريف.. أمّا حين إتمام مشاركتي بسوبر ستار واستقراري بلبنان وجدت دعما كبيرا، خصوصا من السفارة المغربية التي دعمتني وسهلت إقامتي بشكل كبير. لماذا اختار حاتم أن تكون بداية مشواره الفني من لبنان وليس من المغرب؟ كنت مركّزا على تكون بدايتي من لبنان أو القاهرة أو دبيّ، مع احترامي للعواصم الأخرى، لكن هذه العواصم بها حركية فنية أكثر لطبيعة مكوناتها وتعدد الفضائيات وشركات الإنتاج.. لن أنكر أن مشاركتي بسوبير ستار جاءت بفعل الصدفة وعن طريق صديق لي، إذ أخبرت حينها أن البرامج، من خلال جولاته المغاربية، لم يبرمج تحركا صوب المغرب لغياب خط جوي مباشر بين بيروت والدار البيضاء، لذلك انتقلت إلى تونس واجتزت المرحلة الانتقائية.. لتكون بدايتي من بيروت. بعد تجربة الغناء كانت لكم تجربة مع التمثيل، ما هي حصيلتكم في هذا الاشتغال؟ أهم شيء أن تكون مسلحا ب "التيسير" و"رضى الوالدين".. فالاشتغال بالسينما جاء صدفة عن طريق أصدقاء، لأن العمل كان يحتاج لممثل بمواصفات معينة، فكان ذلك صلة وصل بيني وبين المخرج الدرقاوي إلى أن جاءت الإطلالة من خلال فيلم "وليدات كازا" الذي أعتبره تجربة جميلة.. بعد ذلك جاء العمل التفزيوني "الوجه الاخر" مع نفس المخرج، ثم "الزواج الثاني" الذي تقاسمت فيه البطولة مع الفنانين عزيز سعد الله وخديجة أسد، وقد تمّ عرضه خلال شهر رمضان، ثم جاءت فرصة التعامل مع المخرج حسن بنجلون في فيلم تلفيزيوني "يْمَّا".. ثم جاء العمل الكبير والضخم، الذي سيعرض في المستقبل، وهو حول عبد السلام عامر بعنوان "القمر الأحمر"، فمن خلال هذا العمل ابتعدت عن الغناء لتكون مشاركتي درامية صرفة باعتباري كنت الصديق المقرب لعبد السلام عامر الشخص المرح ذو النكتة الخفيفة، وأتمنى أن أظهر بصورة جيدة ضمن هذا المنتوج. فيلم "وليدات كازا" لم يتم تصنيفه من طرف النقاد كفيلم ناجح، ما تعليقكم؟ أوضح نقطة أساسية ومهمة في المجال الفني، إذ تلعب الدعاية نسبة مهمة في إضافة إضاءات معينة لأي عمل، وهذه الخاصية يمتاز بها المشارقة بشكل كبير، وكنت أتمنى في المغرب أن تقوم الدولة بدعم مثل هذه الأعمال بالدعاية اللائقة.. فهذا العمل لم يتلقى نصيبه الكافي من الدعاية فقط. العمل على أكثر من شكل للاشتغال يعد مرهقا، كيف يمكن التغلب على ذلك؟ حين نتحدث على الغناء فهو يحتاج إلى نوع من التركيز والتفرغ، لكن، لكي يكون الإبداع، لا بد من المتابعة والاستماع للأنماط الاخرى كي تأخذ ما هو جميل حتى يعاد استعماله من جديد، لذلك فإنّ بذل المجهود والتوفر على تركيز كبير بعدّان متلازمين.. الموسيقى والغناء رسالة، من خلالها تتم معالجة مجموعة من المواضيع، إلاّ أنّي أكثر ارتباطا بالغناء دون نفي أهميّة أنواع أخرى. نلتمس إجابات مختصرة إلى ما يلي: المغرب..؟ بلد رائع. كرة القدم..؟ يجب إعادة النظر في مجموعة من الأمور بشأنها. الغناء؟ عشقي وروحي.