أعرب قيادي سياسي مغربي عن أمله في أن تأخذ الحكومة المغربية بعين الاعتبار موقف القوى السياسية الحية في المغرب الرافضة لمنح الأمريكيين قاعدة عسكرية في المغرب، واعتبر أن الهدف الأساسي من إقامة مثل هذه القاعدة ليس محاربة الإرهاب وإنما ضرب مقاومة الشعوب في الدفاع عن ثرواتها وإرادتها التحررية. "" وتعهد أمين عام حزب النهج الديمقراطي المغربي عبد الله الحريف في تصريحات خاصة ل "قدس برس" بالنضال من أجل منع تحول رغبة الإدارة الأمريكية في تأسيس قاعدة عسكرية في القارة الإفريقية التي تعرف اختصارا باسم "أفريكوم" إلى أمر واقع، وقال: "نحن كنا دائما ضد القواعد الأجنبية في المغرب، وخصوصا الأمريكية، ولا نكتفي فقط بالرفض وإنما نناضل ضد الامبريالية الأمريكية ونحن ضد التواجد العسكري الأمريكي عندنا، ونعتبر أن أشرس عدو ليس للمغرب فقط وإنما للشعوب الإفريقية والشرق أوسطية هي الامبريالية الأمريكية، ونحن نعرف أن النظام المغربي له علاقات إيجابية مع الامبريالية الأمريكية والفرنسية وأنه يحاول الارتماء في الأحضان الأمريكية والفرنسية، ولكن هل سينجح في منح الأمريكيين ترخيصا بانشاء قاعدة عسكرية على التراب المغربي، هذا مرتبط بنضال القوى المناهضة للامبريالة". وطالب الحريف الحكومة المغربية أن تأخذ بعين الاعتبار موقف القوى المغربية المناهضة للتواجد الأمريكي في المغرب، وقال: "أتمنى أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار رأي هذه القوى المناهضة للتواجد الأمريكي على أرضنا، لأنها قوى تناضل من أجل مصلحة البلاد، ونحن لن نكتفي بالتمني وإنما سنناضل من أجل تجنيب بلادنا خطر التواجد الأمريكي، ونرى أن الحديث عن مكافحة الإرهاب ليس إلا كلاما للاستهلاك ولتبرير ضرب مقاومة الشعوب للهيمنة على ثرواتها من طرف هذه الدول الامبريالية، ونرى أن أكبر ارهاب هو الارهاب الذي تمارسه الإدارة الأمريكية"، على حد تعبيره. وكان قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا وليام وورد، وهو ضابط مرموق في الجيش الأمريكي، تم اختياره من قبل الرئيس بوش العام الماضي ليكون أول رئيس للقيادة العسكرية الأمريكيةالجديدة الخاصة بإفريقيا (التي باتت تعرف باسم أفريكوم) والتي ستتولى تنسيق الدعم الحكومي الأمريكي للدول الإفريقية في عموم القارة، قد أنهى زيارة رسمية إلى المغرب يوم أمس التقى خلالها مع مسؤولين سامين مغاربة لمناقشة قضايا تهم التعاون العسكري. وعلى الرغم من أنه لم يصدر عن المسؤولين الرسميين في المغرب أي تصريحات عن مغزى الزيارة فإن مراقبين سياسيين يتحدثون عن أن الإدارة الأمريكية حولت رغبتها السابقة في إيجاد قاعدة عسكرية في القارة الإفريقية لمواجهة التنامي المتزايد لعمليات تنظيم القاعدة، إلى تحرك ميداني، وأن إبقاء التنسيق العسكري مع الدول المغاربية والإفريقية بيد القيادة الأمريكية بأوربا، لم يعد كافيا، وأنه لا بد ل "أفريكوم" أن تلعب دورها المباشر في مساعدة الدول الإفريقية لمواجهة مخاطر الارهاب. وتشير بعض المصادر الإعلامية المغربية إلى مرونة مغربية رسمية في التعاطي مع مطلب الإدارة الأمريكية لتأسيس هذه القاعدة على الرغم من أنها رفضت ذلك بشدة منتصف العام الماضي، وأن الأنظار تتجه الآن إلى منطقة واد درعة جنوبطانطان (في صحرا المغرب) لتكون مقرا للقاعدة. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أعلن في شباط (فبراير) من العام الماضي قد أعلن عن استحداث قيادة عسكرية أمريكية جديدة خاصة بإفريقيا (تعرف باسم أفريكوم)، وقال إنها ستقوم، بدلا من كونها مجرد قيادة عسكرية تقليدية، بتنسيق التعاون الأمني الحالي مع الدول الإفريقية في الوقت الذي تعزز فيه دعم الحكومة الأمريكية للدول الشريكة.