"كَنت باغي نودّع الفقر"، بهذه الكلمات أجاب إسكافي (خراز) بالحي المحمدي عن أسئلة المحققين في ملابسات سرقة 300 مليون سنتيم من وكالة بنكية بالدارالبيضاء بعد ظهر الثلاثاء الماضي. وقع هذا حين توصل المحققون إلى أن الاسكافي "إدريس.ح" هو من أخذ الحقيبة الرياضية (صاك) التي كانت تحتوي على مبلغ 139 مليون سنتيم لدى سقوطها من أيدي لصين من أصل الأربعة الذين كانوا اقتحموا وكالة "التجاري وفا بنك" بزنقة "الوداية" بالحي المحمدي. "" وأفادت معطيات توصلت إليها "الصباحية" أن الاسكافي المشار إليه أنكر علاقته بالأموال المسروقة، مخاطبا عناصر الشرطة بالقول "فين أهمّا لفلوس، لقيت حتة باش نسقّاف البرّاكة، دخلوا فتشوا". وحين دخل المحققون عثروا على الأموال موضوعة بحقيبة جديدة اتضح أن الاسكافي "إدريس" اقتناها من "قيسارية" الحي المحمدي خصيصا لغرض إخفاء مبلغ 139 مليونا. واتضح أيضا أن المحققين اكتشفوا أن حقيبة الاسكافي تحتوي فقط على 133 مليونا، ذلك أنه صرف البعض من تلك الأموال وأعطى ما قيمته مليونا ونصف، عبارة عن أوراق مالية من 20 درهما لشخص يدعى "عبد الله.ف". وهذا الشخص هو أول من توصلت إليه الشرطة ووجدت بمعيته المبلغ المذكور والمكون من أوراق مالية من فئة 20 درهما. وحسب المعطيات نفسها فإن الاسكافي "إدريس.ح"، كان موجودا بالشارع الذي شهد مطاردة اللصوص الأربعة من طرف مرافق أحد الزبناء "الكبار" للوكالة البنكية المذكورة، وهو الشخص الذي أسقط بسيارته اللصوص الذين فروا بواسطة دراجتين ناريتين، وتمكن المطارد من استرجاع حقيبة تحتوي على 161 مليون، فيما فُقدت الحقيبة الثانية التي كانت تضم 139 مليونا. وحسب هذه المعطيات فإن الاسكافي لمح الحقيبة فأخذها، ووضعها في بداية الأمر لدى صاحب مكتبة اعتاد ترك حاجياته وأدوات عمله باعتباره إسكافيا، وطلب منه الاحتفاظ ب"الصّاك" إلى أن تمر ابنته لأخذه. ولم ينتبه صاحب المكتبة إلى ما كانت تحتوي عليه الحقيبة بما أنه يعرف الاسكافي مسبقا. إلى ذلك راج يوم الخميس الأخير، اعتقال اللصين اللذين بقيا في حالة فرار منذ الثلاثاء الماضي، وراج أيضا أن السلطات الأمنية بالحي المحمدي، بحضور مسؤولي ولاية أمن الدارالبيضاء، سيشرفون على ما يُعرف ب"إعادة تمثيل الجريمة" من طرف مقتحمي الوكالة البنكية المذكورة، غير أن ذلك لم يحدث إلى حدود بعد ظهر أمس. وفي السياق ذاته سُجل تضارب في الأخبار المتعلقة باعتقال المتورطين في الهجوم على الوكالة البنكية، فإذا كان مؤكدا اعتقال اثنين في يوم الحادث، فإن إيقاف اثنين آخرين غير مؤكد، فيما كشفت مصادر "الصباحية" عن تحديد هوية أحد الفارين. وكان أربعة أشخاص اقتحموا وكالة "التجاري وفا بنك" بالحي المحمدي بعد ظهر الثلاثاء الماضي، وتمكنوا من سرقة مبلغ 300 مليون سنتيم كانت موضوعة في حقيبتين "رياضيتين"، أفادت بخصوصها مصادر جيدة الاطلاع أنها أموال زبون استخرجها في اليوم نفسه دفعة واحدة. وفر اللصوص الأربعة على متن دراجتين ناريتين، وطاردهما مرافق الزبون المشار إليه، بواسطة سيارته فتمكن من استرجاع حقيبة تحتوي على 161 مليون، فيما فُقدت الحقيبة الثانية، ولم تكن بحوزة اللصين اللذين تمكنا من الفرار، في الوقت الذي اعتقل فيه مشاركاهما في الاقتحام بعد سقوطهما أرضا. بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية