لا تزال معاناة الطالب عبد الكبير الباهي مستمرة بعد أربع سنوات من إقدام قوات الأمن، حسب روايته على رميه من الطابق الرابع للحي الجامعي بمراكش، بعد تدخل أمني استعملت فيه الغازات المسيلة للدموع قصد محاصرة طلبة محتجين، مساء الأربعاء 14 ماي 2010، حيث اصطدم مع عمود للإنارة مثبت في حائط عمارة الحي (الصورة)، قبل أن يغمى عليه وينقل على الفور إلى المستشفى، ليكتشف بعد إجراء عمليتين جراحيتين منفصلتين أنه يعاني من إعاقة خطيرة على مستوى عموده الفقري. ويحكي الباهي، ذي 25 ربيعا، لهسبريس ضمن حوار مصور سينشر جزء منه لاحقا، كيف أن زعيم "البوليساريو" تدخل شخصيا للتكفل بمصاريف تطبيب زميل له تعرض لنفس الحادث، إذ تم اعتماده كناشط صحراوي انفصالي مقابل دعمه ماديا والتكفل بعلاجه بعد ما أصيب بالشلل، يضيف الباهي، الذي صرح بأن جمعية نرويجية عرضت عليه تبنّي ملفه الطبي بالخارج مع توفير الحماية الدولية مقابل اعتماده كناشط صحراوي انفصالي، "إلا أني رفضت تسييس قضيتي.. رغم أن نفس الأمر تكرر مع الصحفيين الإسبان الذي قدموا أخيرا للعيون، حيث عرضوا علي تصوير استطلاع صحفي كناشط صحراوي انتهكت حقوقه من طرف المغرب". ويقر عبد الكبير، الحاصل على الإجازة في التاريخ ودبلوم في علوم الاتصال ويتابع دراسته بكلية الآداب في التنشيط السوسيو-ثقافي بمراكش، بتعرضه لانتهاك في حقه من طرف أحد رجال الأمن، معتبرا أن قضيته عادلة ومطالبه مشروعة "لا تحتاج تدخل أي جهة تنافي قناعاته اتجاه الوحدة الترابية". الشكايات لدى وزارة العدل والحريات والاعتصامات المتواصلة أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان منذ شتنبر 2008، لم تثني الباهي في زيارات متكررة إلى الرباط للاطلاع على جديد ملفه، لكنه يؤكد لهسبريس أن كل الجهات تنكرت لوعودها وأغقلت في وجهه الأبواب، "رغم أني أشكر مدير ديوان وزير الصحة الذي هاتفني شخصيا ووعدني بتوسية ملفي طبيا.. لكن لا شيء تغير إلى حد الآن"، مضيفا أن مطلبه الحالي هو العلاج من إعاقته ومتابعة ومحاكمة المتورط في رميه من سطح الحي الجامعي، وتعويضه على المعانة التي عاشها منذ عام 2008، "فقد فكرت غير ما مرة في الانتحار.. لأني أجد كل الأبواب مغلقة في وجهي مع عدم قدرتي على العمل بسبب إعاقتي..". وناشد الطالب المنحدر من الأقاليم الجنوبية الملك محمد السادس بتبني ملفه والدفع به نحو الانفراج بمحاكمة المتورطين وتعويضه ماديا مع العلاج من الإعاقة الجزئية، "أطالب جلالة الملك بالتدخل لإيجاد حل لمعاناتي التي طالت أزيد من 4 سنوات.. إسوة بزميلي في الحادث الذي تبناه زعيم جبهتهم.. رغم كل الإغراءات التي واجهتني .. لكني رفضت ذلك حبا لوطني.. فجلالة الملك هو ملاذي الأخير".