خمس سنوات من العذاب الجسدي والنفسي ، خمس سنوات من آلام حطمت أحلاما متعددة وآمالا كثيرة ، خمس سنوات من التسويف والمماطلة وطول انتظار لبارقة أمل قد تنصف طالبا كان يمني النفس بأن يحصل على الدرجات العليا في الدراسة ليجد نفسه بين أيدي ثلة تابعة للقوات العمومية تعاونت على رميه من الطابق الرابع الحي الجامعي بمراكش يوم الاربعاء 14 ماي 2008 مما تسبب له بكسر في العمود الفقري و عجز 80 بالمئة بعد اجرائه لعمليتن جراحيتين على مستوى العمود الفقري. خمس سنوات من الوعود الزائفة ، والعروض الابتزازية ، والآهات التي لم تنتهي بعد ، كانت كافية للطالب عبد الكبير الباهي لأن يحتفل على صفحته في الفايسبوك بالذكرى الخامسة لتعرضه لهذا الحادث بطرق متنوعة، إذ عرض كل الصور التي توثق لمعاناته ، ونشر معظم التقارير الطبية الموضحة لحالته ، وختم كل ذلك بمناشدة توجه بها إلى كافة الإطارات و الجمعيات الحقوقية وعموم الشعب المغربي من أجل دعمه في قضيته والتي تتعلق بدعوى قضائية رفعها من أجل إنصافه ضد "أفراد من القوات المساعدة ". وقال الباهي في رسالة مطولة توصل بها موقع بوزي بريس " إنه في يوم 14 ماي 2008 اقتحمت القوات العمومية الحي الجامعي بمراكش عقب مسيرة طلابية، وكنت حينها طالبا في السنة الثانية و مستفيدا من الحي الجامعي اقطن بعمارة خالد ابن الوليد. وفي حدود الثالثة زوالا اقتحمت قوات الامن الحي الجامعي و عنفت الطلبة بقوة بالغة و كانت الاصابات بالغة و كنت من بين المصابين اذ صعدنا الى أعلى سطح العمارة للاختباء الا أن قوات الأمن لحقت بنا إلى أعلى الأسطح و قامت برميي من الطابق الرابع أنا و عدت طلبة آخرين تسبب لي بكسر في العمود الفقري والأضلع مع عجز 80 في المائة و إعاقة بشواهد طبية سأرسلها مرفوقة مع رسالتي هته بعد إجرائي لعمليتين على مستوى العمود الفقري بدأت أتحرك بالكرسي المتحرك و قمت بالترويض الطبي المكلف فتحسنت الحالة بدأت باستعمال العكاكيز قمت في يوم 14 ماي 2009 الذكرى الأولى لهدا الاعتداء بالاعتصام أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان و إضراب عن الطعام ملفوفا بكفني، أعطيت لي بعض الوعود لما أحسست أنها غير جدية عدت للاعتصام مرتين كما قمت و أحلت شكاية على المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بالرباط الذي أحالها على محكمة الاستئناف بمراكش سجلت تحت رقم 693/س/2008 بعد حفظها لأزيد من ثلاث سنوات تم تحريك المسطرة حيت استمعت إلي الشرطة القضائية و كذا تم الاستماع إلى شاهدين، تم بعد دلك إحالة الملف على السيد قاضي التحقيق بالغرفة الثانية السيد عبدر الرحيم المنتصر استمع الي أنا و شاهدين يوم الأربعاء 13 مارس 2013 و سيستمع إلى الشرطة يوم 15 ماي 2013( تغيبوا ولم يحضروا إلى قاضي التحقيق بحسب ما صرح لنا الباهي في آخر اللحظات ) كما قمت بعدت مراسلات و اعتصمت أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلا ان قوات الامن فكت اعتصامي بالقوة وقع هذا الشيء و المغرب يتحدث عن دستور جديد و احترام حقوق الانسان و راسلت وزير العدل و الحريات فاحيلت شكايتي على مصلحة الشؤون الجنائية و العفو تحت رقم 1628/2012 بعدها تم توجيهي لدى الوكيل العام للملك بمراكش تحت عدد 3/20779 كمرجع الإحالة، هذا و قد سبق لمدير ديوان وزارة الصحة ان اتصل بي لكن الحالة الصحية لحد الان غير جيدة بالمرة للأسف و كذا سبق و أن راسلتني وزارة الداخلية لكن لم يقدموا لي حلا فعليا لقضيتي. الآن قضائيا مازالت القضية تراوح مكانها بمحكمة الاستئناف لم يتم احالتها على الجلسة و هدا ما يفسر عدم جديتهم في ايجاد حل قويم ينهي ماساتي بشكل نهائي ، ناهيك عن المضايقات التي أتعرض لها عند كل اعتصام". وذكر الباهي للموقع أن عناصر من جبهة البوليزاريو زارته طالبة منه ان يتحدث في فيديو قصير يظهر فيه للاعلام على انه صحراوي من اتباع البوليزاريو وان الامن المغربي قد اعتدى عليه ، مقابل ان تتكلف تلك العناصر بمصاريف علاجه في مصحات مشهورة خارج المغرب . وأكد الباهي أنه كان وسيبقى رافضا لتسييس قضيته من قبل اعداء الوطن كما فعل ذلك احد الطلبة الذي اصيب معه في نفس الاحداث ، حيث قام انفصاليون باستغلال ملفه حقوقيا ضد مصالح الوحدة الترابية ، وهو ما رفضه الباهي جملة وتفصيلا ، لأنه كما يقول أمله في إنصاف عدالة المغرب له جد كبير .