تلعب سيارة الأجرة دورا مهما في المجتمع ، فهي وسيلة نقل واسعة الانتشار داخل المدن وخارجها . بحيث يغطي الطاكسي الصغير كل شوارع المدن بينما يربط الطاكسي الكبير بين المدينة ونواحيها وأحيانا بين المدينة والمدينة . في حين أن طاكسي كل مدينة يختلف عن طاكسي مدينة أخرى باللون ومرات بنوع العربة. يحتاج بعض المواطنين أكثر من غيرهم لسيارة الأجرة يوميا قصد الالتحاق بمقر عملهم سواء داخل المدينة أو خارجها . ويحتاج البعض الآخر لسيارة الأجرة لقضاء أغراض لا تحتمل التأخير، بينما يحتاج آخرون لسيارة الأجرة لنقل المسنين المتعبين من أقربائهم . بل أول ما يفكر فيه المرء عندما يقرر زيارة صديق أو الالتحاق بقريب هو سيارة الأجرة لتقريب المسافة وربح بعض الوقت. مشاكل سيارة الأجرة مع المواطن لا تنقضي ولا يمكن تصنيفها ، وكم سمعنا عن طاكسيات تعرض سائقوها لعمليات سرقة ، وكم سمعنا عن مواطنين استغلوا من طرف سائقي سيارات الأجرة شر استغلال ، بل هناك غش طال حتى زبناء كانوا في سياحة ، فأضر بالسياحة وبسمعة البلاد والعباد. وليس هناك مواطنا واحدا يستعمل سيارة الأجرة لم يسخط على سائقي الطاكسيات ولو مرة في حياته . فهو يجدهم حوله كالفراش ويعرضون عليه خدماتهم حين يكون في غير حاجة إليهم، لكنهم يمرون أمامه ولا ينظرون نحوه ولا يعيرون إي اهتمام لندائه وصياحه ، فيمرون ويمرون وهو ينتظر " طاكسيه " بلا فائدة إلى أن يندم، فتسْودّ الحياة في عينيه، وتتحول زيارة الأقرباء أو لقاء مع الأصدقاء إلى ندم وجحيم . والحقيقة أن سيارات الأجرة لا تخضع لأي نظام يذكر وكما يظهر . فسائق الطاكسي هو إما صاحب السيارة يعمل كيفما يحلو له ولا يرتبط بتوقيت معين، وإما يعمل عند مشغل يبدأ عمله صباحا ثم ينهيه بعد ست ساعات عمل وهو يجول بالمدينة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .ليس هناك تقسيم ولا مناطق تنظم أصحاب الطاكسيات، الأمر الذي يجعل الطاكسيات توجد بكثافة بأماكن معينة ولا توجد بأماكن أخرى ، وهو ما يجعل خدمات سيارات الأجرة لا تقدم تلك الخدمات الجيدة لكافة المواطنين وأينما وجدوا بالمدينة. هناك حالات كثيرة يكون فيها المواطن في حاجة ماسة إلى خدمات سيارة الأجرة ، خاصة في الأيام الممطرة . وكم يتمنى البعض أن تأتي سيارة الأجرة أمام بيته لتنقله إلى وجهته . وكما يحدث في البلدان القريبة من البلاد . في تلك البلاد الأوروبية كل شيء يسير بنظام ، وسيارات الأجرة جزء من ذلك النظام ، حيث تُدار حركة سيارات الأجرة انطلاقا من مركز المراقبة والتسيير (centre d'appels)،والذي يوجد في تأهب تام ومستمر للإجابة عن مكالمات ومطالب المواطنين الذين يحتاجون لخدمة سيارة أجرة في أي نقطة من نقط المدينة . وهناك إمكانية أن يطلب المواطن سيارة أجرة لتأخذه من عمله أو من بيته في أي وقت يريد. في المغرب هناك إمكانية إحداث هيئة أو شركة لأرباب الطاكسيات كذلك ، تكون من خلالها كل الطاكسيات مرتبطة بالهاتف مع مركز تواصل يربط بين المواطن الراغب في خدمة سيارة أجرة وبين سائق سيارة أجرة . فهذه العملية التي يمكن لإتصالات المغرب أو ميديتل أو إنوي أن تدخل في شراكة مع أرباب الطاكسيات فيها ، بحيث ستعود العملية بالنفع على الجميع . إذ سيصبح القطاع منظما ، له دفتر تحملات ويقدم خدمات أفضل للمواطن .وقد تُضاعف العملية من عدد المكالمات بمرات ، في وقت سيصبح سائقو الطاكسيات متمتعون بحقوق أحسن .وسيوضع بذلك حد لجانب من الريع ، ويُفتح الباب أمام المنافسة والمزاد. هذه العملية وأخريات لا تتطلب سوى الرغبة الصادقة في إعادة بناء المغرب الجديد على أسس صحيحة وأكثر صلابة وتنظيما ، وحتى يحس المواطن الذي هو رأس مال هذه الأمة أنه في خدمة دولته التي تسعى قدما بكل ما تملك من إمكانات مادية وقانونية لتقديم أجل الخدمات لمواطنيها وزوارها.