أثارت صور الملك محمد السادس وهو يستند إلى عكاز طبي، أمس الخميس، خلال تدشينه قاعة متعدّدة الرياضات بمدينة العروي قرب النّاظور، تعاطف العديد من المغاربة الذين لم يألفوا مشاهدة ملكهم مباشرة على تلك الحال، ووحدت آراءهم وأمانيهم بخصوص شفائه وسلامته الجسدية، فيما اعتبر آخرون بأن الأمر جد عاد، فالملك بشر في نهاية المطاف ويجري عليه ما يجري على جميع الناس من أحوال إنسانية تتفاوت بين المرض والصحة. واتفق عدد من المواطنين، تحدثت هسبريس إليهم حول الملك وعكازه الطبي، على أنهم تفاجئوا بهذا المشهد الذي لم يسبق أن رأوه من قبل، ومن ثمَّ مصدر دهشتهم وانجذابهم للصور التي ظهرت على القنوات التلفزية الوطنية وهي تنقل مراسيم تدشين الملك لبعض الأنشطة الرسمية في الناظور التي قدم إليها على متن طائرة خاصة. وقال مصطفى الغرباوي، 52 عاما ورب أسرة، إن صورة الملك وهو يمشي بعكازه أثارته وأيضا أسرته التي تجمعت حول جهاز التلفاز، مشيرا إلى أن محمد السادس ملك "عظيم" وعملي لكونه أبى إلا أن لا يؤجل المشاريع التي هو بصدد افتتاحها من أجل ساكنة الناظور والنواحي بداعي المرض أو صعوبة المشي برجله اليمنى. وتابع هذا المواطن لو أن مسؤولا آخر في الدولة حدث له أي طارئ صحي، حتى لو كان زكاما عابرا، لأجّل ما كان سيقوم به من أعمال وأنشطة دون مراعاة للآخرين، غير أن الملك أصر على استئناف عمله بشكل عاد، مشددا على أن هذا درس بليغ من الملك لكل مسؤولي البلاد عليهم أن يستوعبوه جيدا" وفق تعبير الغرباوي. ولم يكف لسان السيدة رقية، عندما سألتها هسبريس عن رأيها في صورة الملك متكئا على عكاز وهو يهم بتدشين مشاريع لشباب مدينة الناظور، عن اللَّهْج بالدعاء للملك بالصحة الوفيرة والحفظ من كل سوء، مبرزة أن الملك شخص متواضع ويتعامل مع المواطنين بدون بهرجة أو استعلاء، لهذا ظهر أمام الناس على تلك الحالة ليعلموا أنه منهم وهم منه" وفق تعبير رقية ذات الأربعين عاما. وعجت العديد من المواقع الإلكترونية المغربية التي نقلت صور وأخبار الملك وهو يتكئ على عكازه الطبي بيده اليمنى، وأيضا مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، بالكثير من التعليقات التي صبت مجملها في اتجاه التعاطف مع الملك والدعاء له بالعودة سليما ومعافى في بدنه، حتى "تقر عينه أسرته الصغيرة به وتنعم البلاد تحت حكمه بالأمن والسلام". وقال ناشط على الانترنت، معلقا على عكاز الملك، بأنه "مادام يستند على عكاز المحبة التي تكنها له ملايين القلوب التي يستحيل شراؤها بالترهيب والترغيب أو التزييف، بل بالتفاني في خدمته مثل الخليفة الراشدي عمر بن عبد العزيز فإن الملك سيظل القائد الملهم لسعادتها ولانتصاراتها على أسس جديدة من التشاور والتعاقد الديمقراطيين". وفيما أبدى الكثيرون من ناشطي الشبكة العنكبوتية تعاطفهم مع الملك مستندا إلى عكازه، ذهب آخرون إلى إطلاق التخمينات الكثيرة حول الدواعي التي أفضت إلى اعتماد الملك على عكاز طبي، فمن قائل بأن السبب يعود إلى ممارسته لرياضة "جيتسكي" التي يحبها الملك منذ صغره، وتوقع آخرون بأن السبب هو ركوب الفرس باعتبار الملك من هواة الفروسية أيضا، بينما قال آخرون إنه ليس بالضرورة أن يكون السبب مرتبطا بمزاولة رياضة ما، فقد يكون تعثر بشكل عاد وتألمت رجله اليمنى". وجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها الملك محمد السادس أمام عموم المغاربة مستندا على عكاز طبي، حيث في العادة يتم التكتم على أحواله الصحية، وكان قد ألمت به وعكة صحية سنة 2010 حينما صدر بيان رسمي من لدن أطباء الملك أوضح حينئذ حقيقة الحالة الصحية للملك للرأي العام المغربي.