"أنت أسود إذا أنت محكور"، هي العبارة الوحيدة التي أجدها تختزل عمق "العنصرية" ضد السود بالمغرب، ومهما حاول البعض إنكارها، فإن الحقيقة غير ذلك، فلون البشرة في بلادنا يحدد درجات التعامل مع المواطنين. المغاربة جميعا والسود منهم، على وجه الخصوص أصبحوا يطرحون من باب النكتة السر الذي يقف وراء اختفاء ذوي البشرة السمراء في الحكومات المتعاقبة. يتساءلون أيضا، عن السر في غياب السود عن تقديم نشرات الأخبار في التلفزيون، ومعها حالة الطقس، وكأنهم القائمين على الإعلام بالمغرب يخشون من أن يكون السود نذير شؤم في تساقط الأمطار، دون أن ننسى أن الحياة اليومية للمغاربة لا تخلو من عبارات قدحية في حق السود، والتي تأتي في قالب عنصري مقيت. ولا عجب، فقد تجد في القاموس العام للمغاربة مصطلحات من قبيل "عزوة" و"عنطيز" و"اكحل" و"زيتونة" و"فاخرة"، وغيرها من النعوت التي رغم غلافها العنصري توحي للمخاطب بها نوعا من السخرية. أن تترك مكانك في الحافلة للحظة ويصعد شخص أبيض يريد الجلوس فيه مباشرة سوف يجيبه من يجلس بجنبك أن المقعد لذالك الأسود أما إن كنت معطلا واعتقلتك قوات "رجال" الأمن في شوارع العاصمة مباشرة سوف يقول لك الشاف وهو يحمل زرواطته الغليظة حصلتي العزوة اليوم نوريك. أما إن أردت أن تختبر حظك وتتقدم لعائلة فاسية عريقة لتخطب ود ابنتها فتلك قصة أخرى جل فصولها تثير الضحك والسخرية. أما العائلات البورجوازية المغربية، فإن اللون الأسود شرط لقبول الخادمات وتراهن يتنافسن أشد ما يكون الاجتهاد في إيجاد خادمة سمراء البشرة منحدرة من مناطق المغرب العميق في زاكورة ووارززات، وكأنه حنين إلى زمن العبودية المنتهية في المغرب مع مطلع الحماية الفرنسية. السود المغاربة يشاهدون قوة أمريكا مع رئيسها الأسود أوباما، وهو يصعد منصة الخطابة رفقة زوجته السمراء وابنتيه السمراوتين ولا حرج في ذلك أمام شعب أعتى قوة في العالم الجميع يشاهد الثقة الأمريكية ويتساءل بحسرة متى يكون لدينا رئيس حكومة أسود ووزراء سود ووزيرات بسحنة سمراء بل ومتى يكون لنا زعماء أحزاب سود وقبل هذا وذاك متى تختفي نبرة العنصرية اتجاه السود في المغرب. صفحة "عزي وبخير"، الموجودة في العالم الافتراضي جزء من هذا النقاش وفضاء لفتح حوار صريح حول الظاهرة بعيدا عن اتهامات نشر الفتنة النائمة وبعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة نقاش تتلمس من خلاله أنه بالفعل أمر السود المغاربة يحتاج للنقاش وللتشخيص وأيضا للمعالجة.