كما لكل نجاح ضريبة فإن للفنان الناجح ضريبة يدفع ثمنها في حياته الفنية والشخصية والعائلية.. إنها الإشاعات التي تلاحقه أينما حلت قدماه حتى لو رحل، فتارة نسمع خبرا عن وفاة فنان جراء مرضه، وتارة أخرى طلاق فنانة أو زواجها، وتأخذ الإشاعات التي يتعرض لها الفنانون حيزا واسعا من اهتمام الناس.. في هسبريس سألنا العديد من المنتمين للوسط الفني لنتعرف منهم على أهم الإشاعات التي لا يمكن لهم نسيانها وخاصة تلك التي تحدثت عن وفاتهم ومرضهم وزواجهم.. وعن مدى تأثير الإشاعات في حياتهم الخاصة، وعلى نفسيتهم ومحيطهم. في هذا السياق، أكدت الممثلة والمخرجة بشرى إيجورك أن إشاعات عدة لاحقتها، وكان أشدها إشاعة تزويجها بالفنان يوسف جندي، خصوصا بعد ظهورهما معا في الفيلم التلفزي "تسع شهور" حيث نشرت الصحافة بعدها صورة لها وليوسف يحملان فيها طفلا صغيرا وبعدها أينما ذهبت تجد نفسها محاطة بالناس يسألونها عن زوجها وابنهما المفترضين، غير أن الأمر حسب إيجورك بقي في حدود الإشاعة لأن هناك فنانين تعرضوا لأشياء مسيئة جدا لهم ولأسرهم بسبب ما تم تداولهم بشأنهم. وأكدت الفنانة المغربية أنه بالمقابل هناك أخبار نشرت عنها لم تكن صحيحة، من بينها أنها تشابكت مع إحدى المسؤولات بمهرجان مراكش للسينما، فيما لم تكن حاضرة أساسا لتلك الدورة. أيضا صُدمت يوما بصورتها في موقع خاص بالمسيحيين فيما أنّ ديانتها هي الإسلام، وفخورة بذلك مع احترامها للديانة المسيحية. وترى إيجورك، في ذات التصريح لهسبريس، أنه هناك إشاعات " خفيفة" أحيانا تكون مضحكة ولا تؤدي ..لكن هناك إشاعات تخلق جرحا لا يشفى أبدا وغالبا ما تسيء للفنان وأسرته ومسيرته الفنية، مؤكدة أنها ضد كل الإشاعات لأنها في النهاية كذب وتلفيق وزور وهذا أمر سيئ خصوصا أن هذه الظاهرة انتشرت مؤخرا بشكل كبير وزاد من انتشارها المواقع الاجتماعية والانترنيت وسوء استخدام هاته الوسائل التي وجدت أساسا للتواصل ونقل المعلومة الصحيحة. واعتبرت إيجورك أن هناك نوع آخر من الإشاعة وهو ترويج أو نشر معلومات خاطئة دون التحقق منها وجعلها خبر يتداوله الناس على أساس أنه حقيقة، وللأسف حينما "يشيع" بين الناس يصبح من الصعب تصحيحه وتفنيد تلك الادعاءات، لذا، على المتلقي أن يتعامل مع المعلومة بنوع من الحذر وأن يحترم الفنان وعرضه وحياته وحميميته وأسرته، وأن يتم التحقق من الأخبار قبل ترويجها. من جهته، أكد الفنان بن إبراهيم الذي قتلته الإشاعة أكثر من مرة أن الإشاعة تبقى إشاعة بالرغم من الأضرار التي تنجم عنها وقال في هذا السياق: "أتعرض في الآونة الأخيرة للعديد من الإشاعات التي تقول أنني مُت، وأنا أقول أن الموت حق علينا، والإشاعة تبقى إشاعة، لكن الرعب الذي تسببه داخل الوسط الفني ولعائلتي وللجمهور الذي يحبني هو أكثر شيء أتضرر منه، فعند سماع أقاربي خبر موتي هاتفي لا يتوقف عن الرنين وأتلقى العديد من الاتصالات من الأصدقاء والجمهور يسألون عني، وأرى أن مُفبرك مثل هذه المشاكل يقوم بشيء بشع بصراحة، خصوصا أن بعض الإشاعات يصعب السيطرة عليها لأنها تنتشر بسرعة حتى في حالة تكذيبها". وأوضح بن براهيم أن الإشاعة التي ضايقته كثيرا هي التي تقول أنه مات عندما كان في المستشفى وقال في هذا الصدد: "تضايقت كثيرا بعد سماع خبر يتحدث عن كوني قد مُت عندما كنت أرقد في المستشفى، وهذا ما ضايق أقاربي بشكل كبير، وبعد خروجي من المستشفى عاد هؤلاء لإطلاق تلك الكذبة من جديد". فيما لم تبد الفنانة لطيفة أحرار أي استغراب بإطلاق إشاعة أنها التقطت صورة مع جنديين إسرائيليين حيث قالت: "أصبحت عندي مناعة من الإشاعات لأن هذا يحصل معي منذ سنة 1991.. الأمر أصبح بالنسبة لي شيء عادي جدا". وأضافت الممثلة المثيرة للجدل أن الإشاعة التي تتحدث عن كونها مريضة بمرض فقدان المناعة المكتسبة بعد مسلسل "السرب" الذي جسدت فيه دور فتاة مصابة ب"الإيدز" كانت تلك هي أكبر إشاعة التي صعب عليها نسيانها بعد أن انتشرت بين الناس بشكل كبير، بعد أن خلط الناس بين الشخصية والشخص. وترى أحرار أن الإشاعة سلاح من وصفتهم ب"الأنذال"، ومن يضربون من تحت الحزام فقط، وتقول: "لو كان من يطلقون الإشاعات يملكون الشجاعة للمواجهة لواجهوك مباشرة وسيكون الأمر أفضل بالنسبة لي، وليس الاختباء وراء الأجهزة الإلكترونية والتهجم على الناس، وأنا شخصيا لا يهمني هؤلاء ولا أخاف من الإشاعات التي يطلقونها لأني صادقة مع نفسي ومع الآخرين، ولا اخفي توجهاتي وأفكاري". في نفس موضوع الإشاعة أشار الممثل والمنتج حسن فلان إلى أنه تعرض هو الآخر إلى العديد من الإشاعات التي أضرت به كان آخرها أنه قد تم اعتقاله من طرف الشرطة وتم إيداعه سجن عكاشة وهو ما أثر على محيطه العائلي. ووصف فلان من يطلقون هذه الإشاعات بالغير "واعون" حيث قال "من يطلق هذه الإشاعات هُم غير واعون ولا يعرفون ما ينجم عن ما يطلقونه من إشاعات قد تصيب المعني بها وعائلته في مقتل".