تجمع الفنانين والنجوم بالإشاعة مسارات وذكريات وعلاقات مختلفة التجلي والنتائج، فقد ضمت إشاعة عابرة بعضهم إلى قائمة (الموتى) وسافرت إشاعات بآخرين إلى نقط من الإثارة، في حين عبثت إشاعات بحياة العديد من النجوم ونقلتهم إلى ذاكرة النسيان... للعلاقة بين النجم والإشاعة حالات قرب وبعد، ويحكي مقربون من فنانين طالتهم الإشاعة أن بعضهم يعمد إلى اختلاق الإشاعة لتسريع وتيرة الشهرة والاقتراب من جماهير المحبين، في حين أن آخرين يحرصون على إطلاق إشاعات تتعلق بمساراتهم و«تورطهم» مثلا في إحدى المشاكل، سعيا منهم إلى العودة إلى «واجهة الأحداث»، بعد شهور أو سنوات من النسيان وانقطاع ودهم مع الجمهور، قبل أن يخرجوا في حوارات منتظمة، لينفوا كل ما راج وليقولوا -بكل جرأة- إنهم «ضحايا» مؤامرة خفية ل«قتلهم» رمزيا، في الوقت الذي تساهم أطراف خفية بالفعل في ترويج إشاعة حول نجم معين، بحكم الغيرة الفنية أو التنافس، الذي لا يكون سليما في هذه الحالة. يقول فنان مغربي شهير، رفض نشر اسمه: «أعرف شخصيا العديد من الأسماء الكبيرة التي عمدت إلى ترويج إشاعات حولها، وأعرف الأشخاص الذين تم تكليفهم بلعب «الأدوار» في نشر وتكذيب الإشاعة.. حيث إنه بعد مدة من «تداول» الإشاعة، يخرج الفنان المعني بالأمر لينفي «الخبر»، جملة وتفصيلا، وينسب الإشاعة إلى اسم مجهول، بدعوى أن المراد منها كان هو الإساءة إليه... والغريب أن العديد من الفنانين كانوا يطلقون إشاعة حول قربهم من القصر، وهنا أتذكر أن فنانا شهيرا (غنى عن الاغتراب) عاقبه الحسن الثاني حينما أطلق إشاعة حول معرفته الشخصية بأسماء من القصر.. وتطول «الحكايات» في هذا الصدد»... هي إشاعات كثيرة طالت -على امتداد السنوات- العديد من المشاهير. وتعد الفنانة نعيمة سميح من أكثر الفنانين الذين طالتهم الإشاعة في المجال الفني، ويتذكر محبوها ما كان قد راج عن أنها ستمثل أمام عبد الحليم حافظ، الذي أعجب بصوتها في أحد اللقاءات الفنية بينهما، حيث تناقل المغاربة حينها «الخبر» لعدة أشهر، وكل مرة ينتظرون خروج العمل الفني المشترك، قبل أن يتأكد، في الأخير، أن الأمر ليس إلا إشاعة لم يُعرَف مصدرها... كما تأثر الفنان المغربي الكبير عبد الوهاب الدكالي، الذي نال نصيبه الكافي من الإشاعات، بإشاعة خطيرة، حينما أطلق شخص مجهول إشاعة حول «بتر» إحدى رجليه.. حيث تم تداول «الخبر» لعدة شهور وتناقلته ألسن المغاربة، قبل أن يتضح أن الأمر ليس إلا إشاعة لم تعرف كذلك الجهة التي كانت وراء ترويجها. وراجت في فترات مختلفة إشاعات حول وفاة فنانين مغاربة، من بينهم عائشة مناف (خْميسة) التي تم تداول خبر وفاتها مباشرة بعد بث صورها في القناة الثانية، وهو ما كانت قد نفته عائلتها، قبل أن تسلم مناف، بالفعل، الروح إلى باريها. كما راج، مؤخرا -وعلى نطاق واسع- موت توفيق حازب (البيغ) الذي نفى الأمر في جريدة وطنية. كما «زوّجت» الإشاعات العديد من الممثلين والمسؤولين بصحافيات أو ممثلات، لمجرد أنهما ظهرا جنبا إلى جنب في مهرجان أو حدث تلفزيوني، كما حدث مع الممثل يوسف الجندي والممثلة هدى الريحاني (المتزوجة، من تقني في «دوزيم») مباشرة بعد ظهورهما في أعمال فنية عديدة، كان آخرها «البرتقالة المرة»، الذي أخرجته بشرى إيجورك. و«زوجت» الإشاعة، أيضا، المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ بالممثلة أسماء الخمليشي، لمجرد ظهورهما معاً في عدة تظاهرات فنية، كما «زوجت» الإشاعة الممثل رشيد الوالي بالممثلة سامية أقريو... ولا تخلو الإشاعة من أثر نفسي وقانوني خطير، إذ عمّم مجهول رسالة إلكترونية على العديد من الفنانين تحمل «خبرا» عن إصابة الفنان الكوميدي حسن الفد بداء فقدان المناعة المكتسب، وهو ما تأكد في ما بعد أنه ليس إلا إشاعة مغرضة، للتأثير على مسار الممثل المغربي. ومباشرة بعد إطلاقه اللحية، بث البعض إشاعة حول الفنان المغربي عبد الهادي بلخياط تتحدث عن انتمائه إلى جماعة إسلامية محظورة، وأضاف مطلقو الإشاعة أن الملك الراحل تدخل لثني الفنان عن تلك «الخطوة» وادّعوا أن الملك طلب من بلخياط الابتعاد عن هذا الفكر واتضح، في الأخير، أن الأمر لا يعدو كونه مجرد إشاعة. ولا تخلو الإشاعات من سلبيات، حينما يتعلق الأمر بإشاعات حول علاقات «غرامية» بين مسؤولين في الفن والتلفزيون وبعض الصحافيات أو المسؤولات، وتتردد إشاعة قوية حول «علاقة» ممثلة شهيرة بمسؤول عن السينما في المغرب، دون أن تتأكد مدى صحة أو بطلان تلك الإشاعة.