الإشاعة في الوسط الفني بين التشويش والبحث عن الشهرة الفنان «س» تعرض لحادث سير كاد يودي بحياته.. الفنانة «ع» تزوجت بالسر من أحد المنتجين.. الفنانة «ص» قررت اعتزال التمثيل والتفرغ لحياتها وأولادها أو أنها ستعتزل وترتدي الحجاب... مجموعة من الأحاديث والعناوين بتنا نسمعها ونقرؤها عن الفنانين والتي تتميز بخاصية الانتشار السريع وذلك كونها تمس الوسط الفني الذي يبقى من أكثر الأوساط المهنية إثارة للجدل والاهتمام بنفس الوقت ليس في بلد بعينه فحسب وإنما في العالم أجمع بسبب الشهرة التي يتمتع بها العاملون في هذا الوسط. وبالطبع فإن بعض هذه الأخبار والأحاديث التي يتم تداولها تكون صحيحة وبعضها الآخر تدرجها الفنانة أو الفنان تحت بند الإشاعة المغرضة والتي تهدف إلى الإساءة لمسيرته الفنية ونجاحاته التي حققها.. أو محاولة للتشويش على نجاح كبير حققه في الآونة الأخيرة. ولكن بنفس الوقت يمكن أن نجد أن عددا من الفنانين هم يروجون الإشاعات عن أنفسهم لتحقيق أهداف وغايات محددة وهي تندرج تحت بند الحملة الإعلانية المخفية ؟!. وفي الحقيقة لا يمكن الإنكار أن للإشاعات في الوسط الفني نوعان إيجابي وسلبي .. فالنوع الإيجابي يتمثل بالتذكير بفنان أو فنانة وقفت الظروف في وجه ظهورهما وبالتالي فإن ترويج إشاعة ما تكون سببا بتذكير الجميع بهذا الفنان وبأهميته ودوره. ومن النواحي الإيجابية التي يمكن أن تسببها الإشاعة للفنان هي محاولة إنقاذه من أزمة أو مشكلة تعرض لها من خلال ترويج أحاديث ذات مضمون إيجابي يكون لها تأثير مباشر على حالة الفنان. ومن ناحية أخرى ربما تكون الإشاعة ذات محتوى غير أخلاقي تهدف إلى المساس بسمعة الفنان أو رسم صورة سلبية عنه أمام جمهوره من خلال إظهاره بمظهر الإنسان غير الأخلاقي وغير المنضبط و غير المقدر لجمهوره ، وصولا ً لمحاولة تغييبه عن الساحة عبر ترويج إشاعة تعرضه لحادث وموته أو إصابته بإصابات خطيرة وبالتالي إثارة بلبلة حول مستقبله الفني. بين الحقيقة والشائعة ودور الصحافة بالطبع هناك عدد ليس بالقليل من «الأخبار» تكون صحيحة مائة بالمائة كالخلافات بين الفنانين أو تعرضهم لحوادث أو غيرها، لكن عند تسربها إلى وسائل الإعلام يعمد أصحابها إلى إبرازها على أنها أخبار كاذبة « إشاعات « وليست حقيقة واقعة وهدف الفنان من تكذيب هذه الأخبار هو الحفاظ على صورته أمام الجمهور الذي يكون قد رسم صورة «خيالية» عن أخلاق هذا الفنان وطريقة حياته وتعاطيه مع الجمهور ومع زملائه ونسوق هنا كمثال للاستدلال لا الحصر التصريح الذي أدلى به الفنان عبد الهادي بلخياط على هامش النسخة الأخيرة من مهرجان موازين إذ قال وبالحرف -لوسائل الإعلام أنه سوف يعتزل الغناء بعد مشاركته في دورة المهرجان، لكنه ما لبث أن تراجع عن أقواله، في تصريحات لاحقة، مكملا مشواره الفني بالعديد من المشاركات التي أعقبت التصريح بقرار الاعتزال، هذا مثال ضمن أمثلة كثيرة، يكابر خلالها الفنانون على جراحهم الشخصية وخلافاتهم فيما بينهم ليظهروا أمام العدسات وفي شاشات التلفزة على أنهم أصدقاء وأن كل ما قيل عن خلافاتهم لا أساس له من الصحة وأن من روج تلك الأخبار هي الصحافة والتي يصفونها بأنها أبعد ما تكون عن الأخلاق المهنية لتتحول الصحيفة والإعلامي الذي نشر الخبر إلى كبش فداء ومروج للشائعات رغم أن ما نٌشر يكون خبرا صحيحا وحقيقيا. من ناحية أخرى وهي حقيقة لا يمكن إنكارها تتمثل في كون أن عدد من الزملاء الإعلاميين يعمدون إلى نشر أخبار أو محاور في لقاءات لا معنى لها و لا يوجد أي ناحية إخبارية فيها وربما يكون الفنان قد تحدث عنها على سبيل المزاح وليس بشكل رسمي وهو ما يضطر الفنان مع إدراجه على صفحات الإعلام إلى اعتبار أن ما كتب عن لسانه مجرد شائعة وأنه لم ينطق بهذا الكلام. ومن ناحية ثالثة قد يعمد عدد من الفنانين المبتدئين إلى نشر أخبار و « إشاعات « عن فنانين كبار وبالطبع فإن الهدف من ذلك هو الإساءة لشهرتهم ونجوميتهم أمام المشاهدين الإشاعة الفنية في المغرب لا تزال محدودة وفي نطاق ضيق على الرغم من بعض الانتشار الذي بدأت تحققه السينما المغربية والنجوم العاملين فيها فإن الإشاعات لا تزال محدودة وفي نطاق ضيق جدا ً ما عدا بعض الشائعات الخفيفة أو غير المؤثرة، لا تتعدى خبر خلاف بسيط بين مخرج وممثل أو ممثل آخر، ولعل سبب قلة الشائعات في الوسط الفني المغربي يعود إلى العلاقة المتميزة التي تجمع عددا من الصحفيين المتميزين مع نجوم الدراما المغاربة ما عدا قلة قليلة من الجانبين « الصحفيين و الفنانين « والذين يحبون معاكسة التيار ولو على حساب زملائهم ومشاعر الفنانين الآخرين والجمهور. ولعل أبرز ما يميز العلاقة بين الفنانين والجمهور والصحفيين المغاربة هو الهالة من الإعجاب التي يحيط بها الصحفيون والجمهور المغربي فنانيهم، على عكس نجوم وفناني الدراما في البلدان العربية، الذي يعانون من الإشاعات والأخبار الجارحة.. وأخيرا فإن الإشاعة الفنية تبقى سلاحا ذو حدين لها فوائدها ولها مضارها... فهل سيستخدم فنانونا وصحافيونا هذا السلاح ضمن تطور المشهد الدرامي في المغرب أيضا أم سيستمرون في تجاهله.