في افتتاحها لفعاليات "خميس الثقافة" لهذا الموسم٬ نظمت جمعية "جمع المؤنث" مساء أمس بالرباط لقاء مع فاطمة المرنيسي حول كتابها الأخير "روضة المحبين" الذي يحمل عنوان كتاب ألفه في القرن الرابع عشر٬ ابن قيم الجوزية٬ وتناول فيه أسماء المحبة وأحوالها. وضم الكتاب الى جانب الملخصات التي وضعتها فاطمة المرنيسي لخمسين اسما من الأسماء ذات الصلة بموضوع الحب٬ استنادا الى كتاب ابن قيم الجوزية "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" ٬ لوحات تعبيرية لكل من الفنانين المغربيين العصاميين فاطمة الورديغي ومحمد بنور. وبادرت فاطمة المرنيسي الى استفزاز جمهور "خميس الثقافة" متسائلة "هل تعرفون الحب"؟ لتعود الى التراث الثمين الذي حفلت به الحضارة العربية الاسلامية في هذا المجال٬ وخصوصا إسهام ابن قيم الجوزية ومقارباته للحب الذي يتجاوز ما هو مادي منظور إلى التمازج الروحي٬ فالحب هو "تشاكل النفوس وتمازجها في الطباع المخلوقة". وتحدثت المرنيسي عن الوضع الراهن للشباب المغربي وعن التحولات التي عرفتها منظومة القيم في المجتمع المغربي٬ وظهور ما يسمى بجيل الأنترنيت الذي فقد متعة المشاطرة والحوار وجها لوجه٬ وفقد بناء على ذلك إمكانية قراءة ذاته في الآخر الذي يشكل المرآة. وأشار رشيد الشرايبي٬ ناشر الكتاب الذي صدر عن دار "مرسم"٬ إلى أن الدار نشرت كتابين يحملان نفس العنوان لنفس الكاتبة٬ أحدهما ساهم فيه الفنانان فاطمة الورديغي ومحمد بنور٬ والآخر بمساهمة محمد إدعلي٬ فنان تشكيلي وخطاط مغربي مقيم في بريطانيا. وتمحور النقاش الذي شاركت فيه شخصيات من عالم الثقافة حول وضعية الحب في المجتمع المغربي٬ على ضوء التحولات التي عرفتها أنماط العيش والقيم٬ وهجمة المجتمع الافتراضي. يذكر أن كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لابن قيم الجوزية يصب في وصف المحبة وأحوالها ٬ ذكر فيه المؤلف طبقات الحب حتى رقى به إلى أسمى الأخلاق الإنسانية٬ مع ذكره للجمال وسره متوخيا العفة والأدب.