الحب أو العشق، الوله، التذليه، الهيام، الغرام، الخلم، الخٌلَّة، الود، الداء، المخامر، الرسيس، الخَبَلٌ، اللَّمَمٌ، الفتون، اللوعة، الاستكانة، الحنين، اللهف، الأرق، السهد، الحٌرق، الذع، الكمد، الحزن، الوثب، الاكتئاب، الأعج، الشجن، الوهل، الغمرات، السدم، الشوق، الخلابة، الجوى، الوجد، الشغف، الصبابة، الهوى، المحبة، الحرمان، الجنون.. هي الأسماء الخمسون للمحبة لابن قيم الجوزية، وقد تحلق عشاق الكاتبة ذائعة الصيت فاطمة المرنيسي حولها في مقهى "الفناك" في المركب التجاري "الموروكو مول" في جلسة حميمية، وكان لممارسة الحب بعدها السوسيولوجي، ومع أكواب الشاي والقهوة احتسى الحاضرون من قصص الحب التي عادة ما يطوقها الطابو والمحرم حد الثمالة.
هكذا كان اللقاء مفتوحا مساء الخميس 22 مارس 2012 ابتداء من الساعة السادسة مساء. وبصوت دافئ اختارت الأستاذة المرنيسي قراءة بعضا من فقرات من كتابها "روضة المحبين: خمسون إسما للمحبة لإبن قيم الجوزية" الصادر سنة 2011، مكسرة بذلك النمط الكلاسيكي للندوات واللقاءات الفكرية، إلى درجة حولت اللقاء إلى لعبة جماعية باستعمال أسماء للحب، معتمدة على الأسماء الخمسين، فاتحة المجال إلى القاعة التي غذت معجم روضة المحبين بأسماء يستعملها المغاربة للتعبير عن الحب، من قبيل:"أنا كنبغيك، كنموت عليك.."
تعود فكرة الكتاب كما أوضحت فاطمة المرنيسي إلى لقاء جمعها بشاب إيراني يدعى "عباس"، في محاضرة بالبحرين حول الحب في الحضارة الاسلامية، لتتحول بذلك فصول من روضة المحبين إلى شكل محادثة بين جيلين وتصورين للموروث الاسلامي، جيل فاطمة المرنيسي، وجيل الشباب المولع بالشبكات الالكترونية.
غضب الشاب الايراني وهو يرفض تصور المرنيسي لمفهوم الحب عند كل من ابن القيم الجوزية وابن حزم، وحرصه على أن تطويع الخمسون اسما للحب إلى لعبة لاختبار الذكاء الانفعالي، كما قام بذلك الكاتب الأمريكي دانيال كولمان في كتابه الذكاء الانفعالي، يكشف عن التباعد الحاصل بين الأدب الإسلامي ومواكبة الشباب له، والتي لا تزيد الفجوة بين أصالة الأدب الإسلامي والتحولات التي تعرفها المنطقة العربية – الإسلامية.
اذا لم تحب معناه أنك لا تفكر إلا في نفسك، ولا تنصت إلا لذاتك ولا تحب الآخرين، وهذا شيء خطير، كما أوضحت السوسيولوجية المرنيسي.
ولأن حديث الحب ذو شجون، فقد عرجت صاجبة كتابة روضة المحبين خمسون اسما للمحبة" على شجون الثورة العربية، حيث أوضحت المرنيسي في نفس اللقاء عن تفاؤلها لما حققته ولازالت ستحققه الثورات العربية، وإن استطردت أنه يلزمنا الكثير من الوقت لتحقيق شيء من التحول في مجتمعاتنا.
أنا متفائلة، تقول المرنيسي، وأنا أراقب ما يحدث على مستوى الثورة العربية، فالذين يستعملون العنف ويزرعونه ليس لهم أية حظوظ للبقاء والاستمرار، مؤكدة على أن الحوار هو الذي سيسود في نهاية المطاف."
ولم يخل اللقاء من إشارات حظيت باهتمام الحضور وبما يكفي من النقاش، من قبيل اشارة الاستاذة المرنيسي إلى اطلاعها في بعض المجلات العربية كيف اختارت بعض النساء العربيات الطلاق من أزواجهن، بعد إدامانهن على مشاهدة المسلسلات التركية، لأنهن فطن إلى أن أزواجهن لا يغذقن عليهن من الحب وعباراته مثلما يحدث مع التركيات، كما حرص البعض الآخر إلى التأكيد على أن قمع الحب من باب التقيد بالعادات والتقاليد والدين في المجتمعات المحافظة أدى إلى ظهور العديد من التناقضات والأمراض النفسية هذا مع العلم أن الثراث الإسلامي يحتفي بالحب كما ختمت الأستاذة المرنيسي..