مطالب الاتحاد المغربي للشغل    من احتلال الأرصفة إلى غزو الشوارع.. فوضى الملك العمومي تتوسع بطنجة    "الإيقاع المتسارع للتاريخ" يشغل أكاديمية المملكة المغربية في الدورة الخمسين    ندوة علمية حول موضوع العرائش والدفاع عن السيادة المغربية عبر التاريخ: نماذج ومحطات    الغربة بين الواقع والوهم: تأملات فلسفية في رحلة الهجرة    صحيفة ماركا : فينيسيوس قد يتعرض لعقوبة قاسية (إيقاف لمدة عامين    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات.. المنتخب المغربي يحقق فوزا عريضا على نظيره الناميبي (8-1)    "‪الأحرار" يفوز بالانتخابات الجزئية بتزنيت    انطلاق جولة الحوار الاجتماعي    جلالة الملك يواسي أسرة المرحوم محسن جمال    الفلاحة المغربية تحظى بإشادة دولية.. ورغبة فرنسية في "تعاون مكثف"    صحيفة دانماركية تروي القصة الكاملة لسفن "ميرسك" المُحملة بالأسلحة لإسرائيل.. كيف مُنعت في إسبانيا واستُقبلت في طنجة    دونالد ترامب يزور الشرق الأوسط ما بين 13 و16 ماي المقبل    بنيس: الرواية أبرزت هوية الفلسطيني.. بلقزيز: المشروع الصهيوني همجي    الحسيمة تتربع على عرش قائمة المدن الأكثر غلاء في المعيشة وارتفاع الأسعار    لبؤات الفوتسال يحققن فوزا عريضا على ناميبيا في افتتاح المشوار بكأس أمم إفريقيا    تحلية مياه البحر في المغرب: رهان استراتيجي لمواجهة ندرة المياه وتأمين المستقبل المائي    توقيف تونسي مبحوث عنه دوليًا في قضايا سرقة وقتل وهروب من حكم ب30 سنة سجنا    بتعليمات ملكية سامية.. الفريق أول محمد بريظ يقوم بزيارة عمل لدولة قطر    الفاتيكان يكشف تفاصيل جنازة البابا فرنسيس    جمعية سمايل تعزز التماسك الأسري عبر دورة تكوينية نوعية بفضاء جسر الأسرة بالناظور    جامعة عبد المالك السعدي تشارك في الملتقى الإقليمي للتوجيه بالحسيمة    السعدي يعلن إعداد قانون إطار للاقتصاد الاجتماعي والتضامني خلال الولاية الحالية    المغرب تطلق صفقة لتشييد محطة للغاز الطبيعي المسال بالناظور    انهيار صخري جديد يعرقل حركة السير بالطريق الساحلية بين تطوان والحسيمة    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    أخبار الساحة    من تداعيات شد الحبل بينها وبين الوزارة الوصية .. جامعة كرة السلة توقف البطولة الوطنية بكل فئاتها بسبب العوز المالي    الجولة 27 من الدوري الاحترافي الأول .. الوداد ينتظر هدية من السوالم وأندية الأسفل تمر إلى السرعة القصوى    تكريم الدراسات الأمازيغية في شخص عبد الله بونفور    تأييد الحكم الابتدائي وتغليظ التهم رغم التنازلات في حق الرابور «طوطو»    الدولار يتراجع لأدنى مستوى في سنوات مقابل اليورو والفرنك السويسري    اعمارة يحث على "الإبقاء على حق الأفراد والمجتمع المدني في التبليغ عن الجرائم الماسة بالمال العام"    الكرملين: بوتين لا يخطط لحضور جنازة البابا فرنسيس    بسبب تكريم باسم والدته.. نجل نعيمة سميح يهدد باللجوء إلى القضاء    من السماء إلى العالم .. المغرب يحلق بأحلامه نحو 2030 بمطار ثوري في قلب الدار البيضاء    فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس ضيفا في المؤتمر 9 لحزب العدالة والتنمية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    "أفريكوم" تؤكد مشاركة الجيش الإسرائيلي في مناورات الأسد الإفريقي    طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة يطالبون وزير الصحة بالوفاء بالتزاماته ويستغربون تأخر تنفيذ الاتفاق    إسرائيل تمنع تطعيمات شلل الأطفال عن غزة.. 600 ألف طفل في خطر    تفاصيل انعقاد المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالقنيطرة    "البيجيدي": نخشى أن يتحول مشروع الغاز بالناظور لفرصة "استفادة شخصية" لأخنوش    عبد الكريم جويطي يكتب: أحمد اليبوري.. آخر العظماء الذين أنجزوا ما كان عليهم أن ينجزوه بحس أخلاقي رفيع    باحثون: الحليب بدون دسم أفضل لمرضى الصداع النصفي    الصفريوي: لا مفاوضات ولا نية للاستثمار في شيفيلد وينزداي الإنجليزي    فان دايك: جماهير ليفربول ستتذكر أرنولد في حال قرر الرحيل    الصين وأندونيسيا يعقدان حوارهما المشترك الأول حول الدفاع والخارجية    معهد الدراسات الإستراتيجية يغوص في العلاقات المتينة بين المغرب والإمارات    مندوبية الصحة بتنغير تطمئن المواطنين بخصوص انتشار داء السل    المغرب يخلد الأسبوع العالمي للتلقيح    نحو سدس الأراضي الزراعية في العالم ملوثة بمعادن سامة (دراسة)    دراسة: تقنيات الاسترخاء تسمح بخفض ضغط الدم المرتفع    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    









"تِينْهَِنَانْ" ملكة الأزَوَاد المغربية
نشر في هسبريس يوم 13 - 11 - 2012

تِينْهَِنَانْ" ملكة الأزَوَاد المغربية: هل ستحميها الجزائر، أم تصدها، أم تقاتلها ؟
ملكة مغربية من تافلالت:
ترقد "تنهنان" اليوم ,بكامل حِليِّها,ولباسها الجلدي,رقدة فرعونية بمتحف "باردو" بالجزائر العاصمة؛بعد أن وُفِّق علماءُ آثار ،فرنسيون وأمريكيون، في العثور عليها ,سنة 1925 بضريح "أباليسا" بالهقار,في موضع من مملكتها القديمية :مملكة الطوارق التي أسستها في القرن الخامس الميلادي.
ويذكرها ابن خلدون باعتبارها ملكة الملثمين وأم "هقار" الذي يعتبره أول من وضع لثاما على وجهه؛وتكمل الأسطورة أن هذا حدث بسبب حَياء اعتراه ,من أمِّه ومواطنيه ,بعد أن فر ,على رأس جيشه,من معركة من معارك هذه المرأة البالغة الحسن ؛والبالغة الشراسة والدهاء.
هي الملكة "ناصِبَة ُالخيام" و"صاحبة الناقة البيضاء"؛وصاحبة السكينة تَنزلها على أسراب الغزلان،وقطعان الجمال.
حيثما ترحل,اليوم, في عرض الصحراء مع الأزواد(كما يسمون أنفسهم ،أما الطوارق فقد سماهم غيرهم بها) تجد ذكرا طيبا ومتواصلا لهذه الملكة ؛يؤثث سَمَرهم الصحراوي ،ويلهم ثقافتهم وأساطيرَهم الضاربة في القدم ,وفي صحراء لا أقسى و لا أوْحَش منها.
خَرجَت ْذات تاريخ من تافيلالت المغربية,وليس معها غير خادمتها"تَكَّاوت" وبعض العبيد ؛وتحكي الحكاية أن السفر طال بالركب ,وكاد يهلك جوعا وعطشا في "بِيد دونَها بيد" ؛وفي فيافي خالية، لاتَعْوي بها غير الرياح؛لولا أن الخادمة تفطنت الى مملكة نمل تسير في وجهتها ،محملة بما تختزنه لشتائها.
بسرعة اتقدت فكرةُ الخلاص في ذهن" تنهنان ": السيرُ عكس َوِِجهة النمل.
فعلا تحقق ما توقعته حينما وصلت الى سفوح جبال "هقار" في أقصى الجنوب الجزائري:وجدت الماء والزرع والضرع, وكل مقومات الحياة؛فاستقرت ,واستطاعت أن تَكسب ود الساكنة لعبقريتها ,ولحسنها أيضا,فأسست مملكة الطوارق.
من هم الأزواد اليوم ؟
يشكل اقليم أزواد- 827485كلم2- سبعين في المائة (70) من مساحة دولة مالي التي حصلت على استقلالها عن الاستعمار الفرنسي سنة1960. مدنه الرئيسية هي : تمبوكتو – غاو- هوكيدال.
تحده خمس دول هي: الجزائر،موريتانيا،مالي،بوركينافاسو والنيجر.
لا يعترف الأزواد بحدود رسمتها الدول الاستعمارية ,مُشتتة كتلتهم ,خدمة لمصالحها ؛ويتمسكون بكل الصحراء الكبرى أرضا لهم.
من لفيف قبائل أزاواد:
قبائل" الصونراي": يتحركون في المناطق المحاذية لنهر النيجر.
قبائل الفلان ،وقبائل الطوارق:
طوارق الغرب: في تومبكتو وضواحيها؛ووقيادتها في أسرة "أهل الطاهر آق حمامة" ؛من قبيلة" كل انصر".
طوارق الشمال: منهم قبائل "اموشق" وقبائل "افوقاس",الشرفاء.
يتحدر منهم "اياد أق غالي" ،زعيم حركة أنصار الدين ؛و"بلال أق الشريف" رئيس جمهورية أزواد.
القبائل العربية:
*قبائل "لبرابيش" ؛وتقطن تومبوكتو, قاوة و أربندة.
*قبائل"كنتة"؛تسكن حواشي مدينة" أغيلهوك"،وقصر الشيخ تومبوكتو و"قاوة".
*قبائل أخرى ومنها: "ترمز"،"الوسرة" و"اديلبه"؛وتنزل ما بين مركز"ليرة" وحاسي سيدي ولد مولاي علي ،شمال غرب تومبوكتو.
ماذا يريدون؟
في رسالة مفتوحة موجهة من الحركة الوطنية لتحرير أزواد،موجهة الى الشعب المالي,بتاريخ 5ماي 2011؛يتم التركيز، بدءا ،على تاريخ مقاومة أزواد للمستعمر الفرنسي ؛والذي تنتصب فيه معركة تومبوكتو سنة 1893-حيث اندحر الجيش الفرنسي وفقد قائده ؛تماما كما حصل في معركة أنوال – تنتصب معلمة بارزة إيذانا بانطلاق مقاومة ضارية استمرت الى غاية سنة1954.
ورغم الوثيقة المقدمة من طرف الأزواديين للمستعمر الفرنسي ؛وهو يرحل عن إقليمهم ؛وهي موقعة من طرف 357 من الشرفاء ,شيوخ القبائل ،الأعيان والشخصيات ؛وتطالب بعدم إلحاق إقليمهم بأية جهة كانت و"أن يُسَلم سيادة أزواد لأهله كما كان قبل نكسة الاستعمار" تم إلحاقه بدولة مالي.
وبعد هذا تتم الإشارة الى أن سلاطين أزواد الثلاثة الذين وقعوا مع دولة مالي اتفاقية الوحدة :اشترطوا شروطا سرعان ما تم التنكر لها ؛واستعيض عنها بعسكرة المنطقة، وفرض الزواج مع الأغيار للقضاء على الهوية الأزوادية.
و"رافق ذلك قتل للعلماء وشيوخ القبائل وشرفاء الأمة والغيورين علي الدين والوطن والرافضين لقشور مبادئ الشيوعية المتخلفة. أضف إلي ذلك حرق الناس بالبنزين وقتل الحيوانات بالجملة وأعمال إجرامية يندي لها جبين الإنسانية , وقد حدث كل هذا دون أن يتم استنكاره, لا في مالي ولا خارجها!"
وتنتهي الرسالة بهذا النداء:
"ندعوكم وبصوت مسموع ويحمل نبرة الصدق والإخلاص , ندعوكم لتحمل مسؤوليتكم تجاه مأساة احتلال استمرت لنصف قرن , ضد إخوانكم وجيرانكم ,إنكم اليوم مدعوون لمساندة أنفسكم و إخوانكم في أزواد، لنيل حقهم المشروع في تقرير مصيرهم بأنفسهم, وبذلك فقط نستطيع نحن , الماليين و الازواديين , أن نساهم في بناء وتنمية قرانا ومدننا ومجتمعاتنا ,وإنهاء صراخ وبكاء أيتام عانوا كثيرا."
التوقيع: أبناء أزواد
طبول الحرب ,تسمع في سبع دول:
فرنسا: يحركها عاملان تراهما حيويين:
1.نوستالجيا المرحلة الكولونيالية ,التي تأبى أن تقطع مع مستعمراتها الافريقية ؛خصوصا وهي ترى دولا عظمى تتنافس على ما تراه حكرا لها.
2.المحافظة على مصالحها الاقتصادية ،وامتيازاتها,في منطقة الصحراء الكبرى: شركات تنشط في مجال استخراج اليورانيوم والنفط في مناطق "آرلت" ,"أكادس" و"تواني".منها شركتا " أريفا" و"طوطال":
ARIVA.TOTAL
الولايات المتحدة:
تتطلع الى تثبيت نفوذها الاقتصادي في الدول الإفريقية ,ومنطقة الساحل بصفة خاصة؛لما بها من نفط ومناجم.
ثم تنفيذ إستراتيجيتها العالمية في محاربة الإرهاب ؛وبصفة خاصة عناصر القاعدة المنتشرون في أزواد، تحت مسميات أخرى.
لتحقيق أهدافها هذه أنشأت القيادة العسكرية المشتركة المسماة" أفريكم" ومقرها ألمانيا.إلى اليوم لم تقبل أي دولة افريقية استضافتها.
وفي سنة2003 أطلقت "مبادرة الساحل لمحاربة الإرهاب"؛وأعقبتها سنة 2005 مبادرة "مكافحة الإرهاب ما بين الدول المطلة على الصحراء"
PAN SAHEL INITIATIVE
TRANS SAHARA CONTER TERRORISM
تضم هذه المبادرة الأخيرة دول الساحل ؛إضافة إلى المغرب, الجزائر وتونس.
الجزائر:
بخصوص هذه الدولة يقول الحقوقي محمد أمين الواعر ؛وهو خبير في الاستراتيجيات العسكرية:
"ترفض الجزائر بشكل مطلق التدخل الأجنبي في إقليم أزواد ومرد ذلك إلى :
جنوب الجزائر من تيندوف إلى تمنراست سكانه من أصول أزوادية ؛ثم إن أغلب معادنها الإستراتيجية موجودة في نفس المنطقة.
سعت الجزائر وتسعى إلى احتواء واستيعاب سكان أزواد ،عن طريق التجنيس وتقديم بطاقات التموين الغذائي.
لا تقبل الجزائر التدخل الأجنبي في الإقليم لأن ذلك لا محالة سوف يؤثر على أمنها المباشر ؛ويدفع بسكانها الجنوبيين ذوي الأصول الازوادية إلى الدخول في الحرب نصرة لأهليهم؛ وهو ما سينسف كل جهودها السابقة لاحتوائهم، كما أنها لا تمانع في أن يظل إقليم أزواد متنفسا وملاذا لكل من لا تستطيع احتواءه."
يبدو جليا من هذا أن الجزائر، حين آوت ما سمته ,على غرار القذافي,بالشعب الصحراوي ،لم يكن واردا في حسبانها أنها بصدد لعبة الدومينو اليابانية :تتهاوى القطع تباعا ما أن ترتج القطعة الأولى.
ولا مجال حتى للمقارنة بين شعب الأزواد ,ذي التاريخ والملك العريقين ؛وذي الرصيد القتالي الكبير ,كشعب مستقل, ضد المستعمر الفرنسي ؛وضد الدولة المالية ،بعد أن تنكرت لشروط اتفاقية الوحدة ،السالفة الذكر.
لا شك أن مطلب "الصحراء الكبرى" أرضا طبيعية للأزواد ,يُرعب الجزائر للأسباب المذكورة،في الفقرة؛كما أنه يستغرق حتى منطقة تيندوف التي زرعت فيها –ضدا على حقوق المغرب,ووحدة ساكنته- كيانا أخذ شبابه يتوجه تباعا صوب اقليم أزواد ليقاتل ،نصرة أو ارتزاقا؛ ويتشبع جيدا بمطالبهم الكبرى ؛خصوصا تلك التي تركهم القذافي على محجتها ومضى الى العوالم السفلى للقتلة.
هل تفلح الجزائر في حماية شعب أزواد حتى تكسب ود وهدوء طوارقها في الجنوب؟
هل تستطيع منع الأخ من نصرة أخيه حينما تندلع أم قشعم ؛وقد بدأت طبولها تقرع ؛بل غدت أمرا قاب قوسين؟
هل تستطيع منع شعب الأزواد من كر وفر، لا مناص له من اختراق حدودها الشاسعة في الجنوب؟
كلها أسئلة لا شك أن القيادة الجزائرية ؛وفيالقها الموجودة حاليا في "تامنراست ",على أهبة الاستعداد، تطرحها على نفسها ؛وهي تحاول جاهدة –من أضعف الإيمان- حمل أنصار الدين –وهم من أشراف الأزواد- على التنكر لكتائب تنظيم القاعدة التي تنادت الى المنطقة ؛من كل حدب وصوب.
من السهل أن تبدأ الحرب لكن من الصعب أن تنهيها.
اللهم لا تَشَفِّي في الجزائر ؛لكن عليها أن تعرف أن أخطاءها الكبرى ,بل فتنها ضد المغرب، لا يمكن أن تظل كما هي لا تلد فتنا أخرى تصيبها هي أيضا..
ان الجزائر الرسمية ملزمة اليوم بحماية حفدة الملكة المغربية ,الفيلالية"تنهنان"؛ حتى وهي تكره المغاربة، وكل ملوك تافيلالت؛لكن هل يمكنها ذلك ؛والأزواد بين سندان القاعدة ومطارق الأفريكوم؟
موريتانيا:
لا مصلحة لها كبيرة في دخول الحرب ؛عدا ما يمكن أن تستدره من مساعدة أميريكية وفرنسية في حماية أراضيها ,ان تنامت واتسعت هجمات القاعدة.
مالي :
تهمها الجغرافية ؛تريد الاقليم ,ولو خاليا من ساكنته البيض ؛من الطوارق والعرب.
وهي مستعدة لتتحالف حتى مع الشيطان ؛ولا يبدوا أن هواجس الجزائر تهمها.
بوركينافاسو:
رغم ساكنتها من الطوارق , ومن العرب، لا يبدو أنها مستعدة للتورط في حرب لا تعنيها ؛ومن هنا حيادها الحالي ,ولعبها دور الوسيط بين الأزواد ومالي.
لكن إذا أصر أنصار الدين على المضي قدما في "محاربة الكفر" حتى لدى الجوار فانها ستكون معنية؛ للدفاع عن معتقدات ساكنتها,وانفتاح مسلميها,ربما.
النيجر:
يقول محمد أمين الواعر:
"يمكن فهم موقف النيجر المتحمس لدخول قوات أجنبية إلى إقليم أزواد واحتلاله من خشيتها من إصابة إقليم أزواق النيجري (آغادس، آرليت) بعدوى الانفصال على غرار مثيله المالي.
لذلك فإن النيجر تسعى وتحث دول العالم على محاربة الانفصاليين في أزواد المالي كما لو كانوا انفصاليين نيجيريين"
كأن المنطقة لم تكن تنقصها غير القاعدة المُمَزغةِ: من هم أنصار الدين؟
حينما أنحاش مؤسس تنظيم أنصار الدين"أياد أغ غالي" الى سلسلة جبال "أغارغا" بإقليم أزواد؛وشرع في تجميع المقاتلين ,من قبيلته النافذة افوغاس ,وسائر الطوارق ,مستغلا وضعه الأسري القيادي ؛كان محسوبا على الفكر اليساري القومي الوطني ؛وفي هذا الإطار قاد ,في مستهل التسعينيات,تمردا ضد الحكومة المالية.
بعد توقيع اتفاقية سلام بين الحكومة والمتمردين الأزواد سنة 1992؛ عين قنصلا عاما لدولة مالي في جدة؛ولعل تواجده بها، واحتكاكه بالتيار السلفي الجهادي، جعله يغير قناعاته اليسارية ،وصولا الى تأسيس تنظيم أنصار الدين؛الذي يعتبره الملاحظون النسخة الأزوادية – اذن الأمازيغية- لتنظيم القاعدة العربي.
(وعليه فقد أصبحت في شمال مالي قاعدتان: القاعدة العاربة ،والقاعدة الممزغة)
ومما سهل مهمته استثماره لنتائج عشر سنوات من عمل تنظيم القاعدة في الإقليم .
لقد تمكن هذا الدبلوماسي المحنك من خلق تناغم مهم بين البعد القبلي الانفصالي لدى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد ،والبعد السلفي الجهادي لدى تنظيم القاعدة .
وقد برهن على قوة تنظيمه بالهجوم على القاعدة العسكرية المالية في مدينة"أغيلهوك" ,وقاعدة "تاساليت" في أقصى الشمال ؛وتمن من السيطرة عليهما.
ثم شرع في فرض تطبيق الحدود,بالأزواد, وفق الشريعة الإسلامية؛مما خلق حالة من الذعر لدى المواطنين الذين لم يألفوا,رغم إسلامهم, كل هذه الصرامة في تطبيق الشريعة؛مما يدفعهم حاليا صوب الهجرة توقعا للأسوأ.
في شريط وثائقي يتحدث قيادي أزوادي ,من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد, وهو متمترس ,في جهة ما بالاقليم ,مع قوات حركته؛مستنكرا ما يقوم به أنصار الدين ,من الأزواد ,خصوصا ولا كُفار بالاقليم ,على حد تعبيره؛ويتوعدهم بالمواجهة ان هم اقتربوا من المدن التي تسيطر عليها الحركة الوطنية.
وفي شريط آخر يسؤل الناطق باسم أنصار الدين:هل أنتم من القاعدة؟يلزم الصمت ،ثم يقول للصحفي: لا أستطيع أن أجيبك.
تبدو اليوم الدعوات الموجهة لأنصار الدين ,من جهات دولية ,بما فيها الجزائر, لينفصلوا عن الجهاديين العرب المنتمين للقاعدة ,صعبة التحقق في الميدان .(تكرار للنداء الذي وجهته الولايات المتحدة للطالبان ،ليخرجوا بن لادن)
إضافة الى رفقة السلاح، ووحدة العقيدة ,وتقاليد قتالية لا تنفك عُراها بين الطرفين ,تتداخل القبائل الأزوادية تداخلا كبيرا في توزعها بين التنظيمات المتواجدة في الساحة.
ومما يصعب من فعالية التدخل العسكري الوشيك في المنطقة ،تنوع تضاريس الآقليم بين السبخات الرطبة الكثيفة الغطاء النباتي ,والمنبسطات الصحراوية الشاسعة والمكشوفة ,والسلاسل الجبلية الوعرة.
كل ما في إقليم الأزواد من تيارات عقدية جهادية ,وتضاريس وعرة وقبائل متعالقة يرشحه ليصبح فعلا أفغانستان افريقية ؛ومن هنا نعته ب:"مالستان".
لعل الملكة المغربية"تنهنان" تتململ في تابوتها بمتحف "باردو" وهي تسمع قرع طبول الحرب ,على مدى الصحراء الكبرى ,ومن سمائها يتناهى إليها أزيز الطيران الفرنسي ,والأمريكي ,منتظرا لحظة الانقضاض بنسوره الجارحة؛ليكمل تدمير ما هو مدمر أصلا؛ بعد أن تتغلغل القوات الإفريقية برا؛في حرب غريبة لا تعرف من ستقاتل فيها ؟ومن سينصر من؟
لا يمكن أن نعتبر أنفسنا ,في المغرب,غير معنيين ؛ونحن نرى مواطنينا الصحراويين ,في تندوف, ينساقون صوب هذه الحرب ؛بموافقة من الجزائر أو بدونها .
وقد تتسع رقعة الحرب ,وتدخلها الجزائر ,الجارة اللدودة, مضطرة ,نصرة لفريق على آخر ؛أو لإخوة على إخوانهم ؛وسترتج كثير من الأوضاع الجيوسياسة بالمنطقة ؛مما يؤدي الى إعادة ترتيب أوراق اللعبة؛حتى تبدوا قضية الصحراء منتهية تلقائيا- لصالح حكم ذاتي معروض منذ مدة- لأنها ستكون,وقتها, آخر هواجس المجتمع الدولي .
[email protected]
ramdane3.ahlablog.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.