ركز ميت رومني٬ المنافس الجمهوري للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما في الاقتراع الرئاسي ليوم غد الثلاثاء٬ حملته الانتخابية حول موضوع الاقتصاد٬ مقدما نفسه على أنه المرشح القادر بامتياز على إعادة أمريكا إلى سكة الازدهار٬ واسترجاع قوتها الاقتصادية. واضطلع رومني٬ الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس من 2002 إلى 2006، ورجل الأعمال المليونير٬ طيلة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري والحملة الانتخابية الرئاسية٬ بدور الزعيم المقاولاتي القادر على إنعاش الاقتصاد الأمريكي٬ من خلال انتقاد السياسة الاقتصادية للرئيس أوباما٬ واتهامه ب"الفشل" في تحقيق الانتعاش الاقتصادي والتقليص من معدل البطالة. ويتميز رومني (64 عاما)٬ صاحب القامة الطويلة٬ والقوام الرشيق٬ بابتعاده عن الدوائر السياسية في واشنطن٬ التي يمقتها جزء كبير من الأمريكيين. وقضى المرشح الجمهوري٬ الحاصل على شهادة من الجامعة الشهيرة هارفارد٬ جزء كبيرا من مشواره المهني في القطاع الخاص٬ حيث عمد دائما خلال تدخلاته العمومية إلى إبراز مدى معرفته بإكراهات سير الاقتصاد والمقاولات الخاصة الأمريكية. وعرف رومني٬ وهو نجل الحاكم الجمهوري السابق لولاية ميشيغان (شمال) ب"منقذ" الألعاب الأولمبية الشتوية لسالت لايك (أوتا – غرب)٬ بعد تدخله عقب الأخطاء التسييرية التي كانت ستؤدي إلى عدم نجاحها. وبنبرة ساخرة٬ يقول رومني٬ الذي يجد متعة في الإشارة إلى مشواره كرجل أعمال٬ وكذا إلى أن الرئيس أوباما لم يعمل يوما بالقطاع الخاص٬ "لكي تتمكن من خلق فرص عمل للأمريكيين٬ ينبغي أن توفر أولا لنفسك واحدة". وفي برنامجه الانتخابي٬ تعهد رومني بخلق 12 مليون منصب شغل جديد٬ إذا انتخب رئيسا. وقال في مرات عديدة إن "برنامجي سيمكن من دعم الركائز التي تعزز قوة الاقتصاد الأمريكي٬ وتمكنه من خلق مناصب الشغل"٬ داعيا إلى تحقيق الانتعاش الاقتصادي للولايات المتحدة من خلال تقليص حجم الضرائب٬ والانفتاح على الأسواق الخارجية٬ وتنمية الموارد البترولية الأمريكية. وبغض النظر عن مؤهلاته التدبيرية٬ يظل ميت رومني رجلا معتدلا٬ مورموني الديانة٬ وهي جماعة دينية تمثل أقلية في أمريكا٬ وتستقر غرب الولاياتالمتحدة٬ خصوصا بولاية أوتا. وإذا تمكن من الفوز خلال رئاسيات يوم غد الثلاثاء٬ سيكون رومني أول مورموني يلج إلى البيت الأبيض. وكانت استطلاع للرأي أنجز في غشت الماضي من قبل "بيو ريسورتش أنستيتيوت" قد كشف أن خمس الأمريكيين سيكونون في وضع "غير مريح" مع الديانة المورمونية٬ فيما أكد ثلاثة من أصل خمسة أمريكيين أنهم "غير مبالين" بهذا الأمر. بينما أظهر استطلاع آخر أنجزه معهد "غالوب"٬ شهرين ما قبل٬ أن 18% من الأمريكيين أعربوا عن عدم عزمهم التصويت لفائدة مورموني في الرئاسيات.