قالت وزارة الصحة المصرية إن 110 أشخاص أصيبوا، الجمعة، في اشتباكات بالحجارة والقنابل الحارقة بين متظاهرين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي، ومناوئين لهم من الليبراليين واليساريين في ميدان التحرير.. بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي. ووقعت اشتباكات في شوارع جانبية من خلال كر وفر بين الجانبين اللذان تبادلا السيطرة على أجزاء من الميدان مرة بعد أخرى.. وتداخل الجانبان في الميدان أحيانا في الأوقات التي لم تشهد اشتباكات. تمثل "أحداث الجمعة" أول اشتباكات شوارع منذ تنصيب مرسي رئيسا للبلاد نهاية يونيو، لتعكس الخلاف الشديد بين الأحزاب والجماعات السياسية في وقت يعاد فيه تشكيل نظام الحكم في مصر.. في حين نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن محمد سلطان، رئيس هيئة إسعاف مصر، أن المصابين نقلوا إلى عدد من مستشفيات القاهرة للعلاج وإن عشرات منهم غادروها لاحقا. وكان عشرات الشبان، الذين يعتقد أنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين أو مؤيدين لها، قد رشقوا نشطاء، فوق منصة، بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد صلاة الجمعة.. وذلك ردا على هتاف أحدهم ب "يسقط يسقط حكم المرشد"، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ثم صعدوا إلى المنصة وحطموا أجهزة الصوت وطردوا نحو عشرة نشطاء كانوا فوقها. مؤيدو الإخوان فكّكوا لاحقا المنصة، ومزقوا قماشا كان يعلوها للاحتماء به من أشعة الشمس.. وأمسك مؤيدو الإخوان بعدد من النشطاء وأوسعوهم ضربا، فيما كان النشط الذي ردد الهتاف المناويء للمرشد العام لجماعة الإخوان قال "إن المنصة مقامة لمحاسبة مرسي على المئة يوم الأولى من فترة رئاسته"، ورد عليه مؤيدو الإخوان قائلين "انزل انزل.. مرسي مرسي".. كمت هتف مؤيدو الإخوان، وهم يلاحقون النشطين في شارع محمد محمود، "حرية وعدالة .. مرسي وراه رجالة"، ورد عليهم النشطاء بهتاف مناوئ يصف أنصار الرئيس المصري ب "القمامة". وكان النشطاء قد دعوا إلى مظاهرات لما قالوا إنها محاسبة مرسي على ضعف إنجازاته، فيما دعت جماعة الإخوان أعضاءها إلى التظاهر اليوم احتجاجا على حكم البراءة الذي صدر، الأربعاء، والمطالبة بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود.. هذا في الوقت الذي قرر مرسي تعيين الأخير سفيرا لمصر لدى الفاتيكان، وهو تحرك مبطّن بإبعاد له من المنصب، لكن محمود أعلن أنه باق في منصبه ولاقى تضامن قضاة كثيرين. بحلول الظلام أظهرت لقطات تلفزيونية حية هجوم نشطاء على أعضاء في جماعة الإخوان ومؤيدين للجماعة، استخدمت فيه القنابل الحارقة والحجارة، مما جعلهم يفرون إلى أطراف الميدان.. وهتف النشطاء "الشعب يريد إسقاط النظام"، ذات الهتاف الذي تردد كثيرا خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما وأسقطت مبارك.