اندلعت يوم السبت 2 يونيو الجاري مظاهرات احتجاج في القاهرة ومدن أخرى بمصر بعد صدور أحكام عن تهم بقتل متظاهرين والفساد ضد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وضباط كبار في نظامه السابق ورجل اعمال هارب. وحكمت محكمة جنايات القاهرة على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لإدانتهما بالاشتراك في قتل متظاهرين لكنها برأت ستة من كبار مساعدي العادلي كما قالت إن اتهامات بالفساد ضد مبارك وابنيه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم سقطت لانقضاء أجل الدعوى الجنائية. وتدفق مئات النشطاء الى ميدان التحرير بالقاهرة الذي كان بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك مطلع العام الماضي وقتل فيها نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف بحسب تقرير لجنة حكومية لتقصي الحقائق. وقال شاهد عيان إن النشطاء أغلقوا مداخل للميدان بحواجز حديدية. وأضاف أنهم صنعوا قبرا رمزيا في الميدان من رمال وحجارة وضعوا به قطعة من الورق المقوى كتبت عليها كلمة "القصاص" ورسموا بطلاء أحمر ما يفهم أنها بقعة دم. وتابع "كتبوا بالقرب من القبر باللون الأحمر عبارة (الشعب يريد إعدام المخلوع) وعبارة (يسقك يسقط حكم العسكر)." ويشير النشطاء إلى مبارك والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ تنحي الرئيس السابق في الحادي عشر من فبراير شباط العام الماضي. والقى عشرات النشطاء الحجارة على مبنى دار القضاء العالي بالقاهرة الذي يضم عددا من المحاكم العليا ومكتب النائب العام. وقال شاهد من رويترز إن قوات شرطة كانت تقف بالقرب من المبنى تركت المكان. وفي بيان تلقت رويترز نسخة منه قالت حملة حمدين صباحي الذي جاء ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي "إيمانا بالثورة ووفاء لأرواح الشهداء تدعو حملة حمدين صباحى أعضاءها وأحرار مصر بجميع المحافظات إلى النزول إلى ميادين مصر الساعة الخامسة مساء اليوم للتظاهر والمطالبة بالقصاص لدماء الشهداء." وكان القاضي أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة قال في أسباب الحكم إن نقصا في الأدلة جعل المحكمة تحكم ببراءة مساعدي وزير الداخلية الأسبق الستة. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية شارك مئات النشطاء في مسيرة رددوا خلالها هتافات مناوئة لمبارك والمجلس العسكري والقاضي الذي أصدر الحكم والنيابة العامة التي كانت قالت إن المخابرات العامة ووزارة الداخلية لم تتعاونا معها في جمع أدلة الإدانة. وهتف المشاركون في المسيرة "الشعب يريد ثورة من جديد" و"يا نموت زيهم يا نجيب حقهم" في إشارة إلى ضحايا الانتفاضة و"دب برجلك طلع نار بينا وبينهم دم ونار" و"اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام". وشارك مئات النشطاء في مظاهرات مماثلة بمدينة السويس شرقي القاهرة ومدينة شبين الكوم شمالي العاصمة. وكان اشتباك وقع بين الشرطة ومحتجين أمام مبنى أكاديمية الشرطة التي شهدت إحدى قاعاتها الحكم على مبارك والعادلي. وقال شاهد إن عشرات المحتجين رشقوا سيارة شرطة بالحجارة وحاولوا ضرب ركابها لكن الشرطة لاحقتهم وألقت القبض على أحدهم على الأقل. ووقع اشتباك بين مؤيدين لمبارك ومحتجين. وقالت وزارة الصحة إن 21 أصيبوا في الاشتباكات خارج أكاديمية الشرطة.