العشرات تجمعوا أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية (الجزيرة) ساد الهدوء محافظة الإسكندرية بعد أن فشلت محاولات تنظيم مليونية مناوئة للرئيس المصري محمد مرسي للمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق إقبال جماهيري باستثناء مظاهرة شارك فيها عشرات أمام قيادة المنطقة الشمالية. وغاب عن المظاهرات -التي دعت إليها شخصيات محسوبة على التيار الليبرالي- أي من المنتمين إلى الأحزاب السياسية والحركات الثورية والائتلافات الشبابية، باستثناء عدد من أعضاء حزب التجمع (اليسارٍي)، وانفض المتظاهرون مساء الجمعة بعد وقوع اشتباكات بين أنصار ومعارضي الرئيس محمد مرسي تبادل فيها الطرفان إلقاء الحجارة كما سمع دوي إطلاق النار قبل أن يعود الهدوء مجددا إلى المحافظة. في حين تظاهر العشرات من مؤيدي وأنصار رئيس الجمهورية في محيط مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة لإعلان تأييدهم ونصرتهم للرئيس فيما أطلقوا عليها "معركته ضد الثورة المضادة". كما نظم المؤيدون مسيرة جابت محيط المسجد وحديقة الخالدين المواجهة له, حملوا خلالها لافتات كتبوا عليها عبارات مؤيدة للرئيس من بينها "لا للتخريب في مؤسسات الدولة" و"الشعب يريد تأييد الرئيس" و"تحيا مصر أم الدنيا.. لا لهدم الدولة". وشهدت المسيرة مناوشات بين المشاركين فيها وبين العشرات من معارضي الرئيس الذين حضروا أمام المسجد، تبادل على أثرها الطرفان الهتافات, فبينما هتف المؤيدون "مرسي مرسي الله أكبر"، رد عليهم المعارضون بهتاف "يسقط يسقط حكم المرشد". تعزيزات أمنية وكانت الأجهزة الأمنية قد رفعت حالة الطوارئ استعدادًا لمظاهرات يوم الجمعة، وشهدت المحافظة تعزيزات أمنية مكثفة حول المنشآت الحيوية ومراكز وأقسام الشرطة والسجون العمومية والبنوك وجميع المصالح الحكومية، في حين استعدت وزارة الصحة لتأمين الميادين بتوفير 76 سيارة إسعاف بأكثر المناطق كثافة تحسبا لأي طوارئ في الميادين. وقال أحمد سالم أحد منسقي مظاهرة 24 أغسطس/آب بالإسكندرية للجزيرة نت إن الاحتجاجات سلمية وبعيدة عن أي انقلابات على الجيش أو الرئيس أو غيره، منتقدا ما وصفه باستمرار محاولات جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على الحكم وتغافل الرئيس مرسي المتعمد لذلك، على حد تعبيره. وانتقدت مروة الشريف، إحدى المشاركات والناشطة بحركة "ثورة ضد المتأسلمين"، موقف الأحزاب السياسية والحركات الثورية والائتلافات الشبابية ورفضها المشاركة في المظاهرة على الرغم من تأييدها لمطالبها ،معتبرة أن ذلك دليل قاطع على استقطاب النظام الحاكم لهم. وأكدت أن المشاركين لن يسكتوا على ما وصفته ب"سرقة الثورة" من قبل جماعة الإخوان المسلمين والانحراف بها والاستمرار في إجراءات "أخونة الدولة" وإدارتها بنفس الآلية التي اتبعها النظام السابق والتهرب من تنفيذ وعود الرئيس باحترام القانون والدستور. ضد الشرعية وعلى الجانب الآخر قال مسؤول المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية مدحت الحداد للجزيرة نت إن مظاهرات الجمعة هي محاولات صريحة للانقلاب على الشرعية التي اختارها الشعب، ورفض تشبيه ثورة 25 يناير بمظاهرات الجمعة مدللا على ذلك بمقاطعة أغلب القوى والأحزاب السياسية الفاعلة في مصر لهذه المظاهرات بالإضافة إلى استنكارها للشخصيات الداعية لها. واتهم الحداد وسائل "الإعلام المشبوهة" بتأجيج الأوضاع والمساهمة في تضخيم الدعوة للمظاهرات على الرغم من عدم وجود مطالب وأهداف واضحة يتحرك من أجلها الداعون إليها، منتقدا أي خطوات من شأنها الخروج على القانون والانقلاب على الشرعية والتعدي على ممتلكات المواطنين. واعتبر المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية أنس القاضي أن فشل مظاهرات الجمعة دليل واضح على ثقة الشعب المصري في الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف أنه على الرغم من أن الدعوات أطلقت منذ أكثر من شهر للتظاهر فإن الشعب قرر مقاطعة تلك الدعوات وأن يتمسك بالشرعية، مشيراً إلى أن أعداد المراقبين واﻹعلاميين ووكالات الأنباء كانت أكثر من أعداد المتظاهرين أنفسهم وأن الزخم الإعلامي حول هذه المظاهرات كان مبالغا فيه. وأشار إلى أن جميع الأنشطة الدعوية والخدمية والسياسية تسير بشكل طبيعي جدا ولم تتأثر بهذه الدعوات، لافتا إلى أنه ليس في هذه المظاهرات أي فرد من الإخوان ولو من قبيل الرصد والمتابعة، وأن ما يشاع عن بعض المناوشات مع الإخوان هو محض كذب وافتراء لا أساس له من الصحة. ** المصدر: الجزيرة نت