تقع دار أطفال الجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور بموقع استراتيجي وسط المدينة، مطلّة على بحيرة مَارتشيكا وغير قصيّة عن فضاء الكُورنيش الذي أعيدت تهيئته.. مساحة الدّار تتعدّى الهكتار ونصف الهكتار، فيما الطّاقة الاستيعابية للمؤسسة المشتغلة منذ العام 1958 تصل إلى 132 نزيلا ونزيلة. المرفق الخيري كان قد استرعى الانتباه خلال السنوات الماضية بتنامي الاحتجاجات ضدّ مدبّريه، غضب كان يلم نشطاء جمعويين بالنّاظور إلى جوار نزلاء دار الأطفال ومستخدميها.. بل حتّى الجمع العامّ الأخير للمكتب الإداري للجمعية الخيرية الإسلامية المذكورة ساده الشدّ والجذب إلى أن أفرز مسيّرين يخوضون تجربتهم الأولى في خدمة شريحة طفولة تتواجد في أوضاع متفاوتة في حدّة الصعوبات. محمّد لزعر، مقاول شابّ من أبناء المنطقة، حاول وضع مخطط عمل قريب المدى للنهوض بشأن دار الأطفال الخيرية بالنّاظور، مسنودا في هذا المسعى بأعضاء المكتب الإداري.. الاشتغال يروم تحقيق أهداف يتمثل أبرزها في إصلاح البنية التحتية للمرفق الخيري ثمّ أنسنة الفضاء بشكل يسهّل اندماج النزلاء فيما بينهم، من جهة، ومع الآخرين، من جهة أخرى. إعادة تنظيم الشأن التدبيري بدار أطفال النّاظور يجعل كلّ قاصد لهذا الفضاء يكتشف تغيّر مرافقه نحو الأفضل في زمن قياسيّ، بمرافقه الجديدة ونظيراتها المرمّمة، كلّ ذلك حسب ما يقتضيه تنظيم مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالمغرب وما يستلزمه القانون 14.05 المؤطّر لهذا الشأن. الجمعويون المتكلفون بالمرفق، وبعد عام ونيف، يرون أنهم حققوا نسبة كبيرة من تصوّر التجديد الذي وضعوه، وذلك دون أي تأثر من غياب الدعم المالي العمومي وبسند طفيف من المساعدات القليلة التي يجود بها بعض المحسنين والغيورين على دار الأطفال.. أمّا النزلاء فهم يرون متطلباتهم المرفقيّة تقترن بوجود ملعب رياضي ملحق، إضافة لأطر ذات تكوين في التواصل والتأطير ينبغي أن تواكب المتمدرسين. محمّد الغانمي، وبصفته مديرا لدار أطفال الجمعية الخيرية بالنّاظور، يقر بأنّ المصروف اليومي للمرفق يصل إلى 3000 درهم عن التغذية ومواد النظافة، ويزيد ضمن تصريح لهسبريس أنّ قيمة الاستهلاك الشهري لخدمتي الكهربة والتزود بالماء الشروب تعاد ال15 ألفا من الدراهم، إلى جوار كتلة أجور تعادل ال55 ألف درهم في الشهر، بمعية مصاريف اخرى مختلفة.. وذلك أمام نقص حادّ في المداخيل، يورد الغانمي. رئيس الجمعية محمد لزعر لا يخفي تحركات مكتبه المتجسدة في مراسلة كل المؤسسات الإقتصادية بالمنطقة، زيادة على المجالس المنتخبة بإقليم الناظور، دون تلقي أي ردود من قبلها.. "فكّرنا غيرما مرّة في تقديم استقالتنا من تسيير المرفق كردّ على تجاهلنا بمعية الأطفال النزلاء، وقد تراجعنا لأزيد من مرّة عن هذه الخطوة ونحن نتذكر من نرهاهم من يتامى ومنتمين للطبقة الهشّة.. لا ندري إلى أيّ مدى يمكننا الاستمرار، إلاّ أن يقيننا راسخ بكون مجهوداتنا الفردية لن تفلح في الصمود طويلا".