هاجم ناشطون من جماعة العدل والإحسان قرار السلطات الأمنية باعتقال عضو الجماعة والناشط الحقوقي عمر محب، من مدينة فاس أمس الأربعاء، معتبرين ذلك "هدية من المخزن" للعدالة والتنمية حتى "يتم صرف النظر عن الاتهامات التي وُجهت للقيادي في حزب المصباح عبد العالي حامي الدين في قضية مقتل الطالب آيت الجيد محمد بنعيسى". وقال الناشط "العدلاوي" ادريس جاية، في مداخلة له نشرتها صفحة "معتقلو العدل والإحسان" على الفيسبوك، إن ما حدث ينم عن "سياسة عمياء وجهالة بغلاء لا تعرف سوى "الركيل" وتصفية الحسابات"، مُحذرا من اللعب بالنار، قبل أن يشير إلى المثل الشعبي "اضرب الطاروس باش تخاف العروس"، في إشارة إلى أن اعتقال محب إنما يُراد منه "إخافة" العدالة والتنمية. وتساءل الناشط ادريس الرباج بالقول: "بعد اعتقال عمر محب متى سيتم الزج بحامي الدين في السجن؟، أليس هذا ما يريده اليسار المغربي، أم أن الحسابات السياسية الحقيرة لا تسمح بذلك، لكون هذا الأخير أي العدالة والتنمية يُبلي بلاء حسنا في الدفاع عن سياسات القصر"، وفق تعبير الرباج. أما جمال الشلح، الناشط في الجماعة، فذهب إلى كون "المخزن أراد تقديم هدية إلى العدالة والتنمية من خلال اعتقال محب ليصرف النظر عن اتهام حامي الدين، وأيضا ليرد الرسالة إلى الجماعة التي فضحت انتهاكات المخزن لحقوق الإنسان، ومن جهة أخرى لإلهاء نشطائها عن التدافع الشعبي الجاري في طنجة وغيرها". وبدورها انتقدت هند زروق، القيادية في الجماعة بمدينة فاس، قرار اعتقال عمر محب بالقول "لا عجب من لؤم أهل اللؤم والخسة والدناءة، ولا عجب من مكر الذئاب في أوكار الخبث المظلمة"، قبل أن تستطرد بأن "العجب حقا أن يأبى ظلم المستضعفين من رضي تقبيل نعال المستكبرين، وأن شراك النار تحرق شفاه وأفواه مُقبليها"، وفق تعبير زروق. وكانت الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان قد ربطت أخيرا في بلاغ لها بين اعتقال عمر محب وقضية مقتل الطالب آيت الجيد بنعيسى في مارس 1993 بفاس، مبرزة أن اعتقال القيادي بالجماعة جاء في سياق "مزايدات سياسية بين أطراف يستعملون هذه القضية ضد بعضهم البعض"، في إشارة إلى اتهامات عائلة الجيد لحامي الدين بضلوعه في قتل ابنها بنعيسى، وهي التهم التي نفاها لاحقا حامي الدين جميلة وتفصيلا.