صحيح كلنا فداء لمحمد رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}. ولقد ضمن الله تعالى البقاء لدينه، وجعل العاقبة للمتقين ولو كره الكافرون، فعوامل البقاء والانتشار في دين الإسلام تمهِّد له اليوم ليحكم العالم وإن كان جهد المسلمين في هذا الجانب قليلاً. وليس غريباً أو عجيباً أن ينعت المسلمون الأمريكان اليهود الصهاينة بأنهم أذلة الدنيا وشذّاذ الآفاق. وليس مستهجناً أيضاً أن يعتقدوا بأن الهزيمة هي النتيجة الحتمية لهؤلاء الشذاذ الأنذال. وليس حلماً ولا أماني أن ينتظروا نصر الإسلام وتفوقه وتمكنه واستعلاءه على كل هؤلاء الحاقدين المتربصين بالإسلام وأهله، نعم… ليس غريباً ولاعجيباً كل هذا فنحن نقرأ قوله تعالى عن اليهود: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله}. ونقرأ أيضاً المصير الأسود الذي تكفّله الله تعالى لمسيرتهم المدمرة المخربة... قال تعالى: {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين}. ونقرأ أيضا قوله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}. ولكن الغريب والمستهجن والعجيب أن نظن أن هذا النصر سيسقط علينا من السماء، فلا نفتأ نرفع أيدينا بالدعاء قائلين: اللهم عليك بالأمريكان وباليهود الصهاينة المعتدين وكل من والاهم… اللهم بدد جمعهم ، وشتت شملهم ، واجعل الدائرة عليهم آمين... ثم ماذا بعد ذلك؟……. لا شيء. وكيف للنصر اليوم أن يكون حليف المسلمين.. وأغلب زعمائهم وحكامهم يقفون في أحسن أحوالهم وقفة المتفرج على الاعتداء الساخر على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. ولم يبق في ميدان التنديد إلا شعوب هذه الأمة الإسلامية، وكأن هؤلاء هداهم الله يجهلون أن الإساءة لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ما هي إلا بداية البداية، وأن رفعهم لراية الاستسلام والتخاذل لن ينجيهم من أن يكونوا صيداً سهل المنال ، حين تحين الفرصة المواتية ، ويدق ناقوس الخطر، وعندها ستنقض عليهم براثن الصهيونية الأمريكية من كل حديد ونار وتدمير بلادهم وبيوتهم وأبناءهم ونسائهم وبنيتهم التحتية ، وعندها لا يفيدهم أن يردووا باكين بالمثل القائل : ( أكلت حين أكل الثور الأبيض). ولا أظن أن حضارة ستحل عليها لعنات التاريخ، وستكون بقعة سوداء فيه كحضارة الغرب المعاصرة، ودع عنك سدنة المعبد الليبرالي الذي عبوا من خمرة حضارة الغرب حتى الثمالة، فيها يبصرون ويسمعون وينطقون، ولها يخنعون ويعبدون وينصرون. إنها الحضارة التي تدير العالم، وكل الدول خاضعة لها، وتأتمر بأمرها، ولا تخرج عن طوعها؛ فهي مسئولة عن كل الجرائم التي تقع في البشر؛ لأنها تقدر على منعها ولا تمنعها. إنها أكثر الحضارات في التاريخ البشري تشدقا بحفظ حقوق الإنسان، وحماية الأديان وحماية الأطفال، ووضع أنظمة لجرائم الحرب، والجرائم التي ضد الإنسانية، ولو جمعت مواثيقها الدولية وإعلاناتها في هذا الشأن بموادها وتفصيلاتها وشروحاتها بلغت عشرات المجلدات.. وفي الوقت ذاته هي أكثر حضارة في التاريخ البشري لطعن دين الإسلام ونبينا الإسلام بإسم الإرهاب....أليس هذا الفيلم المسيء لنبينا محمد عليه السلام إرهابا؟؟. وفي الوقت ذاته أيضا سفكت فيها الدماء، وعذب الأطفال، واغتصب النساء، وارتكبت أفظع الجرائم، في فلسطين وأفغانستان والصومال والعراق والبوسنة والهرسك وكسوفا والشيشان والفلبين ومانيمار وتيمور الشرقية وعربستان وتركستان وغيرها. والمذابح التي ارتكبت وترتكب تنقل صور منها للعالم أجمع بعد وجود وسائل الإعلام المصورة والمرئية. وكل الناس متفقون على حرمة الأديان السماوية وحرمة الأطفال ورحمتهم؛ فدماؤهم محرمة، وآلامهم تمزق القلوب من الرحمة بهم، والاعتداء عليهم جريمة لا يمكن تسويغها، وفي الإسلام لا يجوز قصدهم بالقتل إلا إذا حملوا السلاح وقاتلوا المسلمين، ومع ذلك فإنهم إذا هربوا يتركون ولا يتبعون. وفي الختام ندعو: لعدم اللجوء إلى العنف ردا على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، ونرفض هذا العدوان بأسلوب حضاري راق، ودون هجوم على أناس قد يكونون أبرياء من الفعل الشنيع، وأيضا دون إحراق لمؤسسات وتخريب لمباني وإتلاف لممتلكات، ودون زرع للرعب في الناس" ولا يجوز مواجهة الجريمة بالجريمة والإهانة بالدم. وكما نندد أيضا في الآن ذاته بقتل السفير الأمريكي ورفاقه الثلاثة في ليبيا – ربما - هم ضد هذا الفيلم في حقيقتهم أصلا، وذلك عملا بقول الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أقول كان على أمريكا وهي من هي في قوتها وقوة معلوماتياتها أن تمنع تصوير هذا الفيلم وتحبس القائمين عليه لأنهم ببساطة مجانين لا يعرفون بأي نار يلعبون... وأن الرفض للإساءة إلى المعتقدات الدينية الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي لا يكفي، على وأمريكا أن تعلم أن المساس بالإسلام أو بأي رمز من رموز هذا الدين الإسلامي يؤذي مليار ونصف المليار مسلم. متصرف.