مساء وصباح ولا أخبار تسرّ السامعين و المتتبعين و القراء. اللغة لغات و الأفكار في عطلة و العباقرة متشبثون بالخوض في الأمور التافهة التي لا تهدد التخلف و لو من بعيد والكل يدور في حلقة مفرغة عقيمة. السعادة في حداد والحزن أسود حالك في الجزيرة العجيبة حيث تنعدم المواقف أو تكاد وحيث ينعدم التجرد والمنطق. إنها لعنة الخوف على المكاسب و المكتسبات و الغنائم، خوف يؤرق المستفيدين من اقتصاد الريع و غير المستفيدين منه على السواء بما أن الجريمة استفحلت بدرجة أضحت تهدد الاستقرار العام. والخطير أن الحقد بدأ ربما يراود ويعشش في قلوب المستفيدين من اقتصاد الريع بالرغم من كون غير المستفيدين منه - من غير المتحزبين- متسامحون مع الماضي تسامحا تاما. سيداتي، سادتي، مرحبا بكم مجددا في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة. ونتمنى أن تستمرّ الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في يوم من الأيام دون وصف الجزيرة لا بالعجيبة و لا بالغريبة و لا بالأعجوبة ولا بالمعزولة، كما نتمنى بفارغ الصبر أن تعود لنا نهاياتنا السعيدة في الرواية الإبداعية الأدبية الخيالية المحضة عاجلا. ولكن لا سعادة مع الهزيمة الكبرى ألا و هي هزيمة عدم صدور بلاغ إلغاء طقوس الركوع لغير الله. ومعلوم أن لا إبداع متقدما و متنورا مع حزن الهزيمة النكراء و الشعور بالذل و الهوان، وهذا هو حال السكان في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة. الإبداع المتقدم المتنور المطمئن السعيد من شأنه أن يخرجنا من مأزق الجمود الفكري والسياسي الذي تتخبط فيه الجزيرة العجيبة التي بإمكانها أن تكون فعلا استثنائية. والدليل على ذلك هو أنه من الممكن الخروج بمقترحات ومعادلات منطقية تطمئن لها النفوس، كل النفوس، و تضمها القلوب في إطار الإيمان حقيقة بالاختلاف و التعددية و المساواة إلى آخر كل المرادفات أو الكلمات الرنانة المعهودة و المألوفة قولا فقط إلى حدّ الآن. ولكن من خرج بمقترح علمي أو بمعادلة سياسية تلزمه المصداقية أولا و قبل كل شيء. فكيف لمن انهزم في معركة الحصول على بلاغ يلغي طقوس الركوع لغير الله أن تكون له مصداقية و هو يدعو إلى العمل جنبا إلى جنب مع النظام الذي لم يصدر كذا بلاغ و لو كانت اقتراحات المنهزم نيرة و معادلاته علمية؟ إذا فالسكوت حكمة و لا اقتراحات و لا معادلات إلى حين صدور البلاغ المنتظر. و الشكر موصول مسبقا. يا من تحسبوننا أعداء و لا نحسبكم كذلك، يا من تنعتون الكتّاب بالمجرمين لأنهم يكتبون و يصفون الأنانية التي تمكنت منكم و يدعونكم إلى رحمة الوطن دون حقد و لا تحامل و دون تحديد نسب أو لقب، يا من تجهلون تسامحنا تجاهكم و لا تستسيغون حبنا للوطن و تشبثنا بالعدل والإنصاف و المساواة، كفّوا بغضكم و لا تتخندقوا في خندق الأعداء لأننا لا نريدكم أعداء بل أشقاء و شركاء من أجل التقدم و الازدهار للجميع دون استغلال أو تفريط في الحقوق. يا أيها المستفيدون من اقتصاد الريع، إنكم و الله لستم أعداءنا و لا نحسبكم كذلك، ولكن اقتصاد الريع يضمن تخلف الوطن فلن نكفّ عن مناهضته بجميع الطرق السلمية السليمة المتاحة و لن نكفّ على محاولة إقناعكم بان حياة الأنانية مملّة و مذلّة كما أنها تجلب التعاسة. يا أيها المستفيدون من اقتصاد الريع، لا تحقدوا أو على الأقل لا تعلنوا حقدكم على غير المستفيدين منه لأنكم أنتم من تأخذون من الوطن و لا تعطونه شيئا...يا أيها المستفيدون من الريع حذار من الطغيان فتسامحنا ليس ضعفا ولكنه تسامح بنّاء سامي منبعه الدين. حذار من الطغيان، فللصبر حدود. يا لها من جزيرة عجيبة غريبة أعجوبة في رواية أدبية إبداعية خيالية محضة تكتب مباشرة على الهواء الحر.