أيها الناس، مرحبا بكم مجدّدا في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة. كان بودّ الراوي أن ينتقل بالرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة إلى درجة نوعية من الإفادة و الاستفادة و لكنه المستوى الأدبي العام الذي سرعان ما يعيدنا دائما إلى نقطة الانطلاق، نقطة الصفر كما لو كان قدرنا المحتوم في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة أن نضلّ قابعين في منطقة الصفر الأدبي إلى الأبد، حتى يضمن التخلف استقراره في جزيرتنا هذه المشتركة بين الدّاعين للتخلف ذوي الصوت المسموع من جهة، و الداعين للتقدم ذوي الصوت الخافت من جهة أخرى... لقد جاء الطارق يطرق على أبواب موصدة على كل من لا يريد الجدال العقيم الذي مراده إبعاد ذوي النيات الحسنة عن الموضوع الأسمى ألا و هو قضية خذلان حزب المنحنين المساند للراكعين لغير الله للجماهير الأدبية من خلال تشجيع طقوس منبوذة مهينة مشينة تشمئز منها النفس النقية و تتقزز منها الروح التقية المطمئنة. طرق الطارق الباب و هو يصرخ بأعلى صوته، لعله يقلق راحة قراء الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في صراخ مفاده أن حزب المنحنين المساند للراكعين لغير الله قد أعلن انعدام صفوفه من المدخنين، وذلك في محاولة يائسة للاستمرار في اللعبة الوهمية التي لم يعد يصدقها أحد ألا و هي لعبة الصراع الوهمي بين حزب يقول ظلما أن مرجعيته دينية و حزب يقول ظلما أنه شيوعي اشتراكي تقدّمي إلى آخره...و الحقيقة أنّ في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة لا و جود بتاتا لا لحزب معترف به مرجعيتة دينية و لا لأي حزب شيوعي اشتراكي تقدمي إلى آخره... سمع قراء الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة صراخ الطارق المزعج و استحملوا ثم ابتسموا ولكن سرعان ما عادوا إلى الموضوع الأهم ألا و هو قضية الركوع لغير الله، بحثا على الوسيلة الأنجع لإقناع الحكّام لاستصدار قرار إلغاء طقوس الركوع لغير الله، استشعارا منهم بخطورة الأمر على كافة الساكنة في الجزيرة المعزولة و لسان حالهم يقول اللهم إن الخطيئة خطيئتهم فلا تجعل اللهم العقوبة تشملنا... ظن القراء في البداية أن الأمر يتعلق بمحاولة انفرادية لإلهاء القوم عن الهدف الأسمى من طرف الطارق الذي ينتمي لحزب يقول ظلما أنه شيوعي اشتراكي تقدمي إلى آخره، و هو حزب معارض ظاهريا لحزب المنحنيين المساندين للراكعين لغير الله، لولا تدخل رجل أدبه يتيم الروح و روايته يتيمة الصدق على الخط... انفجر الرجل في كلام طويل مملّ لم يتبقى منه في الأذهان سوى بعض ما سرده حول طبق الكسكس، و كأن الجماهير لا يهمها سوى ملئ البطون في إطار عقلية أصبح يصطلح عليها في الجزيرة المعزولة عقلية الكسكس السياسية للضحك على الذقون و الاستهتار بالعقول. كان حري بالرجل ذو الأدب اليتيم الروح و الرواية اليتيمة الصدق أن يتحدث عن قضية الركوع لغير الله بإخلاص و لكنها لعنة المنصب الأدبي المذل الذي ناله رفاقه في حزب المنحنين المساند للراكعين لغير الله، ممّا جعله يشارك في لعبة إلهاء الناس عن قضية طقوس الركوع لغير الله، و يفرح للفرصة التي أتيحت له للقول أن حزبه ليس متزمّتا و لا منغلقا حتي يستطيع تمرير مجدّدا فكرة المرجعية الدينية لحزبه، و الحقيقة أن حزب المنحنين هو حزب اللاشيء، فلا هوحزب مرجعيتة دينية و لا هو حزب له مبادئ أصلا و الأدلة كثيرة، كثيرة، كثيرة... الحقيقة التي لا ينكرها إلّا جاحد هي أن التدخين حرام بإجماع العلماء المعتبرين. و الحق لكل من ترك أو تجنب التدخين للتقرب من الله و هو صادق أن يفتخر بذلك إن كان لإعطاء القدوة الحسنة، و الله أعلم. و لكن، كيف لحزب منحني يساند الراكعين لغير الله و هو في مركز قوّة أن يتبجح بابتعاده عن التدخين...؟ أن يكون المدخن شخصا بسيطا يبغض الكذب في جزيرة عجيبة غريبة أعجوبة حيث النفاق البذيء يعتبر سياسة راشدة من لدن حزب يتبجح ظلما بكونه حزب ديني فهذا شيء، أما أن يستعمل الحث ظاهريا على ترك معصية مناورة أو مكرا لإبعاد الناس على أساس أسس الدين فهذا شيء خطير، خطير، خطير...و الله أعلم. إنما الكذب هو أخطر ما يمكن أن يقترف من طرف المنتمين للدّين، فما بال حزب المنحنين المساند للراكعين لغير الله لا يصدق مع الناس و هو المتبجح ظلما بانفراده بالمرجعية الدينية ؟ أينك يا رجل يا شريف، يا من اسمه أحمد، هلمّ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لقد تاه حزب المنحنين المساند للراكعين لغير الله و أضحى يخوض مع الخائضين في المواضيع الثانوية في مؤامرة مكشوفة و هو يعلم حق المعرفة أن أساس الدين يضرب ضربا. أما الطارق المزعج صراخه فنحسبه يلهو بالأدب و السياسة معا بما أنه ينتمي إلى حزب أعجوبة تنكر لكل مبادئه جملة و تفصيلا و انتهى أمره منذ زمان. أما السؤال الكبير المفتوح فهو: كيف لحزب المنحنين المساند للراكعين لغير الله أن يتسبب في هداية المدخّنين و هو يقترف مثلا الانحناء المساند الشرس للراكعين لغير الله...؟ لا و الله فلن تزيد تصرفات حزب المنحنين المدخّنين إلا تدخينا. و لكن، لا عذر للمدخّنين لأن التدخين حرام. فالمرجو من الله الواحد القهار العفو و المغفرة.