بمرارة وحسرة تعاطت الصحف الوطنية مع "هزيمة العار" التي طالت المنتخب المغربي "الوديع" من "الأفاعي الموزمبيقية السامّة".. إلاّ أن غالبيتها بثت على صفحاتها ما يمكن اعتباره مؤشرات لنهاية "كَابوس إِيريكْ غِيريتس" بعد الخسائر الفادحة التي توالت على الكرة المغربية طيلة مرحلة إشرافه على هزائم المنتخب. "المساء" تورد أنه بعد نهاية لقاء "الأحد الأسْوَد لأسُود الأطلس المسالمة" أصر الناخب غيريتس على مصافحة اللاعبين واحدا واحدا فيما يشبه "الوداع"، وزادت أن ذات البلجيكي المراكم للفشل مع النخبة المغربية، منذ قدومه من المملكة العربية السعودية للإشراف عليها، قد اتصل بعلي الفاسي الفهري، رئيس جامعة الكرة، كي يبدي استعداده لتقديم الاستقالة إذا ما بحثت إمكانية الانفصال بالتراضي.. إلاّ أن الفاسي، حسب ذات المصدر، طلب من مخاطبه "التريث قليلا قبل الحسم في الموضوع". الجريدة تورد أيضا أن تلميح غيريتس بإمكانية "المغادرة الطوعية" يأتي بعد فلاحه في تأهيل المنتخب المغربي لبلوغ سبورة المقصيين من كأس إفريقيا 2013، إذ أن عقده يمنح للجامعة صلاحية إقالته دون دفع القيمة الجزائية التي تتضمّنها "شريعة إريك والفاسي الفهري" والتي نصت على ضرورة التأهل لكأس إفريقيا العام المقبل وكأس العالم للعام الموالي. "الخبر" نشرت كون تخلف ناخب الفريق الوطني عن العودة للمغرب، بعد انتهاء لقاء الموزمبيق، كفيل بجعله يقال من منصبه دون تعويض، وذلك وفقا للعقد "السري للغاية" الذي يربطه بجامعة الكرة.. ونسبت الجريدة لعضو جامعي، لم تتم تسميته، أن "مسؤولين كبار أخبروا أعضاء بالجامعة، من خلال اتصالات هاتفيّة، بضرورة التخلي عن إريك غيريتس خوفا من ردّ فعل الشعب.. ما دفع علي الفاسي الفهري للموافقة على رحيل المدرب البلجيكي والمطالبة باستشارة محامين مختصين بشأن عدم دفع الجامعة للشرط الجزائي". "الصباح" تفيد بتهيء وزارة الشباب والرياضة والبرلمان للمطالبة بحل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهذا وفق مصدر مسؤول من مجلس النواب أفاد أن الطرفين سيواجهون جامعة الفاسي الفهري بسيل من الانتقدات بعد هزيمة المنتخب أمام المنتخب الموزمبيقي، حيث ستتم أيضا المطالبة بإقالة إريك غريتس ومحاسبة المتسببين في النكسة التي تعانيها كرة القدم خلال السنوات الأخيرة بالمغرب رعما عن توفير إمكانيات مالية كبيرة لاشتغالها. ونسبة إلى مصدر جامعي، راغب في التستر على هويته، تكتب الجريدة نفسها أنّ مواجهة المغرب للمنتخب المصري قد تكون بمنتخب المحليين في حال فشل المنتخب الأول ضمن محاولة تدارك الهزيمة التي كالته وسط العاصمة الموزمبيقية، مابوتو، بثنائية نظيفة. هزيمة المنتخب يوم الأحد الماضي كلفت 300 مليونا من السنتيمات، تورد "الصباح"، وهي لمصاريف إقامة اللاعبين والأطر التقنية والإدارية بكل من لشبونة ومابوتو، ونقود جيب كل أعضاء الوفد المغربي بالموزمبيق والبرتغال، إضافة إلى تكلفة الطائرة الخاصة التي أمّنت التنقل إلى الهزيمة بقيمة 100 مليون سنتيم.. أمّا الصمت فهو الذي خيم على محترفي المنتخب وغريتس بعد نهاية التباري أمام "الأفاعي"، حيث قاطعوا الندوة الصحفية في نهاية اللقاء وتجنبوا التواصل مع الصحفيين. "أخبار اليوم" نقلت تأثر الحالة النفسية لإيريك غيريتس بشكل كبير بعد اهتزاز شباك نخبته مرتين بالموزمبيق، حيث ركب الحافلة المخصصة لتنقل المنتخب كي يتوجه رأسا إلى المطار واستقلال أول رحلة جوية متّجهة للديار البرتغالية.. كما عدّدت الجريدة أخطاء غريتس بانتقاد على نظام لعب عقيم بلاعبين غير مناسبين، زيادة على ثبات التشكيلة في تأدية نصف مباراة جيدة والانهيار ضمن الشوط الثاني، وعدم التمكن من التعامل الجيد مع خيارات تغييرات اللاعبين، وكذا عدم وجود تحفيزات نفسية للمنتمين إلى المنتخب بعدما سبق لغيريتس أن صرح بكون أقصى ما يمكن فعله هو "تسجيل هدف واحد على الموزمبيقيين بعقر دارهم".