ضرب عدد من شباب تنسيق الرباط من حركة 20 فبراير، أمس، موعدا للقاء على ضفة أبي رقراق، تضامنا مع ضحايا "فاجعة تيزي نتيشكا". قوات الأمن و عناصر القوات المساعدة كانوا أول المتواجدين بضفة العدوتين بأعداد كبيرة، حيث بدا مشهد الحضور المكثف للأمنيين، بالزيّين الرسمي والمدني، ينم عن منع "الشكل التضامني" للفبرايريين. تأخر شباب الحركة في الظهور لمدة عشرين دقيقة جعل عددا من المسؤولين الأمنيين يمشطون المكان جيئة وذهابا تحسبا لأية مفاجأة، وبعد ذلك ظهر حوالي ثلاثين شابا وشابة يرتدون لباسا أسودا، في إشارة للحداد على من ذهبوا ضحية سقوط الحافلة في فجاج تيشكا. القوات العمومية لم تنتظر تنفيذ أعضاء الحركة لما قرروه سلفا في برنامجهم، فبادرت الى تفريقهم تحت تعليمات رئيس الدائرة الأمنية لحسان، وقائد القوات المساعدة بنفس المنطقة وباشا حسان، حيث أقدم كل مسؤول على إطلاق وابل من السباب و الكلام الساقط في حق الحاضرين الذين تم دفع بعضهم إلى الطريق الشاطئية القريبة من ضفة النهر. التعامل الفظ لرجال السلطة، لم يسلم منه حتى صحفي هسبريس رشيد البلغيتي المتواجد بعين المكان، حيث تكلف رئيس الدائرة الأمنية، وإلى جانبه الباشا، بإهانته وسبه، رغما عن تعريفه بنفسه وابتعاده بعشرات الأمتار عن مكان التظاهر. أعضاء الحركة الفبريرية، وبعد مغادرتهم المكان، توجهوا إلى ساحة "باب شالة" حيث نظموا تعبيرا صامتا، التقطت له بعض الصور الفوتوغرافية وتسجيلات فيديو، لإبداء التضامن مع أسر ضحايا "فاجعة تيشكا". ياسين بزاز، عضو تنسيق حركة 20 فبراير بالرباط، وفي تعليق على منع وقفة ضفة وادي أبي رقراق، صرح لهسبريس بالقول إنه لا يفهم دواعي منع "فعل تضامني، ستُشْعلُ فيه الشموع حدادا على أرواح مواطنين وسط وقفة صامتة يتشح المشاركون ضمنها بالسواد". الشاب الفبرايري قال أيضا: "الدولة منعتنا لأنها هي من يتحمل المسؤولية في هذه الجريمة.. من غير المقبول إعلان الحداد عندما يموت رئيس دولة توصف بالشقيقة، بينما يتم تجاهل الأمر متى تعلق بعدد كبير من المواطنين المغاربة الأبرياء"، بزاز ختم كلامه متسائلا إن كان ضحايا تيشكا مواطنين من درجة ثانية، بينما علق على ذات تدخل القوات العمومية من قبل مشاركين آخرين بوقفة "باب شالة" باعتبارهم الدولة" لم تعد تحتكر السلطة والمال فقط، بل أضحت تحتكر الحزن أيضا".