يمكن الحديث في المغرب، كما هو الشأن في باقي البلدان،عن تدني شعبية الحكومة بعد ستة أشهر على تشكيلها، لأنها تفتقد أصلا إلى أي سند شعبي. فالمغاربة الذين تعاملوا منذ أكتوبر الماضي، بدم بارد مع "الشطحات" الأولى لهذه الحكومة، فقدوا الصبر والقدرة على الاكتفاء بموقف المتفرج أمام وطنهم الذي تقوده سياسة الحكومة إلى النفق المسدود. ولو طلب من المغاربة، في استفتاء شعبي، الإعلان عن موقفهم من هذه الحكومة، لتداركوا ضعف مشاركتهم في اقتراع 7 شتنبر 2007 وأجمعوا على أن الحياة بلا هذه الحكومة أرحم ! -1 ظروف التشكيل: لم تعرف أجواء تشكيل الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال اللبس و الغموض اللذان هيمنا على"المشاورات"قبيل الإعلان عن الحكومة الحالية،إذ ظل الشارع المغربي أسير تخمينات تتغير كل يوم،طيلة شهر رمضان، لتكون التشكيلة المعلن عنها عبارة عن فسيفساء غالبية مكوناتها بدون لون سياسي. -2 أغلبية مهزوزة: عدم استناد الحكومة إلى أغلبية سياسية واضحة المعالم داخل مجلس النواب، و ابتداع الوزير الأول لتخريجة تمثيلية المجتمع المدني داخل الحكومة! -3 الافتقار إلى السند الشعبي: إحساس معظم المواطنين منذ البداية بأن هذه الحكومة لا تعنيهم، ويرتبط هذا الإحساس بالجرح الذي انغرس في الذاكرة الشعبية كأحد رواسب فضيحة"النجاة" التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشباب العاطل. -4 احتجاج عام: انطلاق موجة الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية،و هي احتجاجات استباقية برهنت عن إدراك المغاربة بأن الوضع في ظل هذه الحكومة سيعرف مزيدا من التدهور. -5غياب تام: صمت الحكومة وعدم تدخلها لنجدة الأطفال ضحايا البرد بمنطقة"انفكو". -6 استرخاص الأطفال و النساء: إشراف الحكومة على عرض نساء مغربيات متزوجات في سوق النخاسة بضيعات اسبانيا و ترك أطفالهن الرضع عرضة للإهمال، و قبول هذه الحكومة ضمنيا لتدخل اسبانيا في عملية تحديد النسل بالمغرب،في سلوك يتعارض مع أبجديات حقوق الإنسان. -7 العجز عن فهم ما يجري : عجز الحكومة حتى عن تفسير أسباب تدهور الأوضاع المعبشية للمغاربة، و استخفافها بالمطالب المشروعة و الملحة للشغيلة. -8تهميش الطاقات الإدارية: فشل معظم الوزراء في التواصل حتى مع موظفي القطاعات التي يشرفون عليها. -9 فضائح بالجملة: توالي حلقات مسلسل الهروب من السجون، وتملص الحكومة من مسؤولياتها السياسية بهذا الخصوص. -10الهروب من "التحالف الحكومي": عدم الانسجام الصارخ بين المكونات السياسية للحكومة، و شروع بعضها في نسج تحالفات مع تيارات متقاربة معها إيديولوجيا خارج الحكومة. ""