لا يمكن لأي مناضل حقيقي ومبدئي إلا أن يتضامن مع المعتقلين السياسيين، كافة المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا من أجل قضية الشعب المغربي، بمعناها الواسع. ومن المعلوم أن السجون المغربية قد عجت وتعج بالمعتقلين السياسيين في العهدين "القديم والجديد" (قبل 20 فبراير 2011 وبعدها)، والواقع ليس في حاجة لمن يعترف بذلك، سواء الرميد ("الصقر" الأبيض، صقر آخر الزمن للحزب الأصفر "العدالة والتنمية" الذي لا يقود، بل تقوده الحكومة الملكية الحالية)، أو العوني (المنسق يا حسرتاه لمجلس دعم حركة 20 فبراير، وأي مجلس!!) أو قبلهما الحسن الثاني وإدريس البصري...!! إن من يشكك في وجود معتقلين سياسيين، أو من يتجاهل أو يقبل بذلك (خاصة داخل مجلس الدعم لحركة 20 فبراير)، تحت مبررات واهية وحسابات سياسوية ضيقة تخدم في آخر المطاف أجندة النظام، قد انفضح أمام الشهادات الحية للمعتقلين السياسيين وأمام ما حصل يوم 31/08/2012 بالدار البيضاء. فما معنى منع مهرجان تضامني مع المعتقلين السياسيين، منظم من طرف منظمة في وضعية قانونية، هي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (الفرع الجهوي بالدار البيضاء)؟ من أمر بذلك، خاصة والحصول القبلي على الترخيص لتنظيم هذا المهرجان التضامني مع المعتقلين السياسيين؟!! إن زمن التعليمات والأوامر مستمر، في الحاضر كما في الماضي، رغم بهلوانيات الرئيس الحالي للحكومة عبد الإله بنكيران، صاحب اللازمة المشهورة "عفا الله عما سلف"، المشرعنة لهدر دماء الأبرياء والمناضلين وللفساد والظلم والقهر... إن منع المهرجان التضامني مع المعتقلين السياسيين بالدار البيضاء استهدف بالأساس، الأصوات المناضلة الحاضرة (مناضلو ومناضلات حركة 20 فبراير بالدار البيضاء ولجنة المعتقل بالدار البيضاء ولجنة المعتقل بفاس والمناضل المعتقل السياسي السابق عز الدين الروسي وعائلات المعتقلين السياسيين...) التي ستفضح إجرام النظام وتواطؤ القوى السياسية والفساد والاستغلال والاضطهاد والصمت...!! والغريب وغير المفهوم (مجازا)، هو عدم إدراج أو الإشارة الى الكلمة التي ألقيت باسم المعتقلين السياسيين، معتقلي حركة 20 فبراير بالدار البيضاء التي قرأها محمد قرطاشي، أب المعتقل السياسي نور السلام قرطاشي، أحد معتقلي الحركة بالدار البيضاء، ضمن بعض التغطيات المنشورة بالصورة والصوت، الى جانب كلمة رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وكلمة الكاتب العام للفرع الجهوي للجمعية بالدار البيضاء!! وفي جميع الأحوال، المعركة الطبقية مستمرة. ووجود معتقلين سياسيين يعني، من بين ما يعني، أن الصراع الطبقي متواصل (حسب موازين القوى). والتحدي الحقيقي هو مواجهة النظام القائم...