بعد تتويجه ليلة الثلاثاء٬ يستعد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المرتقبة في نونبر المقبل٬ ميت رومني إلى كشف الستار عن شخصيته خلال خطاب تنصيبه المقرر يوم غد الخميس٬ وكله آمال في تجاوز العجز الذي سجله على مستوى بعض استطلاعات الرأي٬ وكسب تعاطف أكبر٬ على الرغم من أن غالبية الأمريكيين يثقون في قدرته على تحقيق الانتعاش للاقتصاد الأمريكي. وفي معرض تهييئها للأرضية المناسبة لهذا الخطاب٬ الذي سيكون أهم فقرة في مؤتمر تامبا٬ ألقت آن رومني٬ عقيلة المرشح الجمهوري٬ مساء أول أمس الثلاثاء٬ خطابا أمام مندوبي الحزب الجمهوري٬ رسمت من خلاله صورة رجل "سخي ورحيم يفضل أن تطبع السرية مساعداته للآخرين٬ لأنه يعتبر ذلك امتيازا وليس خطة إعلامية". واعتبر العديد من المراقبين أن رومني ألقت كلمة "قوية وتاريخية"٬ مشيرين إلى أنها قدمت نفسها لأمريكا كامرأة "عادية" تتقاسم حياتها مع زوجها٬ وذلك في محاولة لمحو صورة "رجل المال٬ الطامع في تحقيق الربح٬ والذي لا يهمه تماما مآسي الآخرين"٬ التي رسمتها بعض الإعلانات٬ التي انتقدته خلال الأسابيع الأخيرة٬ خصوصا الفريق المشرف على حملة إعادة انتخاب الرئيس أوباما. ومن أجل ذلك٬ تضمن برنامج المؤتمر الجمهوري شهادات لشخصيات مختلفة رافقت وعرفت ميت رومني الرجل٬ ورب الأسرة٬ ثم الحاكم فمدير صندوق الاستثمار باين كابيتال٬ وذلك للحديث عن قصة نجاحه وإبراز أهم المحطات التي ميزت مساه. ويصر مستشارو الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس ٬ مع ذلك٬ على أن نتيجة الاقتراع الرئاسي غالبا ما تحسم فيها القضايا الراهنة٬ في إشارة إلى معدل البطالة الذي يصل إلى 8.3 في المئة٬ والعجز المسجل في الميزانية الفيدرالية والذي سجل مستوى تاريخيا ببلوغه 16 تريليون دولار. ويرى العديد من المراقبين ٬ في هذا الصدد٬ أن مؤتمر تامبا سيشكل أيضا مناسبة لرومني لإبراز خصوصياته وتقديم رؤية مختلفة عن تلك التي يقدمها باراك أوباما. ويقول الفريق المشرف على حملة الحزب الجمهوري إن "الأمر يتعلق بفلسفة مختلفة عن تلك التي اعتمدت خلال العديد من الانتخابات الرئاسية بين مرشحين على مستوى الافكار التي يقدمانها حول دور وحجم الحكومة الفيدرالية ٬ والقطاع الخاص٬ والحلول الكفيلة بالنهوض بالاقتصاد الأمريكي والسير به في الاتجاه الصحيح".