كان و مازال معظم الشباب المغربي المقبل على الزواج يبحث عن العذرية في شريكة حياته، سواء كانت من اختياره أو مرشحة من طرف عائلته. غير ان هذا العنصر الذي قد يعتبره البعض بمثابة شرط لإتمام الزواج لم يصبح متوفرا لدى كل بناتنا المغربيات جراء إقامة بعضهن لعلاقات جنسية غير شرعية. وكما هو معروف لاشيء يصعب على مغاربتنا حيث وجدت هاته "الفتيات النساء"سبيلا لتبييض سجلهن الجنسي من كل السوابق بإجراء عمليات ترميم غشاء البكارة، وهي الظاهرة التي انتشرت بشكل لافت وغريب. فما هو موقف الرجل بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة، من ذلك؟ وهل هي فرصة لستر العرض، أم طريقة للتحايل على الرجال؟ أسماء (اسم مستعار)، وهي فتاة مغربية تبلغ من العمر 24سنة، حينما طرق بابها عريس بالمواصفات التي تعجبها، باتت تفكر في اللحظة التي فقدت فيها أعز ما تملكه أي فتاة في سن 16، فكان أن انتهى بها التفكير إلى لزوم إجراء عملية ترميم البكارة من أجل التستر على فضائحها• هي الآن قاطنة بسورية وأم لطفلين، فهل ينحصر الأمر في زاوية الشخصي- الحميمي المرتبط بالذات أم يتعداه إلى حقوق الآخرين مجتمعا، أسرا وأزواجا؟ هذا ما حاولنا استقراءه من خلال شهادات ضمت عاطلين وطلبة ونساء ورجالا، حيث صرحت زينة بوسكري (39سنة- أم وربة بيت) أن هذا النوع من العمليات حرام وأن الفتيات اللواتي يقمن بترقيع بكارتهن ظانات أنهن يفعلن الصواب• لكن الواقع عكس ذلك، لأنهن يصلحن خطأ بخطأ أكبر منه. أما زين العابدين سعيد (23سنة- طالب صحفي) فهو يقول: أنا رجل شرقي لهذا لن اقبل ابدا الزواج من فتاة غير عذراء• وبالنسبة لمثل هذه العمليات فأنا لا أرى أنها تنفع الفتاة في شيء، فقبل الكذب على زوجها، فهي تكذب على نفسها أولا. في حين ان ميلود منى( 36سنة- عامل) يرى أن ترميم غشاء البكارة خدعة تمارسها المرأة على الرجل ليتسنى لها إخفاء ماضيها غير النظيف، ما دامت البكارة التي تعد ضمانا ستعاد من جديد والعلاقة الزوجية التي تبدأ بالكذب لن تستمر طويلا، من جهة أخرى ترى إيمان بزران (24 سنة- ممرضة) أن هذه الأنواع من العمليات قد تكون مفيدة و مشروعة في بعض الحالات لأن لكل فتاة ظروفها الخاصة (لبنت هي تتستر راسها) والمجتمع لا يرحم، وخصوصا مجتمعنا المغربي. أما بالنسبة لسميرة عامر (25 سنة- معلمة)، فهي ترى أن هذا النوع من العمليات يؤدي إلى مشاكل مجتمعية كبيرة، أولا، الزيادة في عدد الفتيات المنحرفات، إذ يصبح كالقبلات لا دليل عليه ولا أثر، ثم إن الشاب سيمتلئ قلبه رعبا حين يفكر في الزواج، وبذلك سيصبح الزواج فكرة فانية• على خلاف ذلك، يقول عبد الحميد بوهالي (21 سنة- طالب) إن مسألة العذرية لم تعد مهمة عند الكثيرين فهناك من يستعد للزواج من إمرأة مطلقة ولديها أطفال، كما أن هناك من يفضل المرأة الثيب على المرأة البكر، وبالنسبة إليه مسألة البكارة والعذرية مسألة عادية جدا، وهي ليست من أركان الزواج، ولا من شروط صحته، وذلك باتفاق العلماء والمذاهب، إلا أن هذا الأمر يعتبر نوعا من تشجيع الفساد وسط مجتمع شرقي محافظ له عاداته وتقاليده واعرافه، ولقد اختلفت حول هذا الموضوع الذي اعتبره-علي جمعة-وهو مفتي بالديار المصرية جائزا مؤكدا بقوله الدين الإسلامي يدعو إلى الستر. ترقيع البكارة يهدف الى مساعدة الفتيات المخطئات علئ التوبة والزواج ولا يعد من قبيل الغش والخداع، وقد أثارت هذه الفتوى ضجة قوية تكمن في ان القيام بهذه العملية يطمس معالم جريمة، ويحاول اخفاءها وهذا ما أكده الذهبي عبد الجليل فقيه وإمام مسجد، حيث يرى أن هذا الأمر فيه تدليس على الزوج، وخصوصا إذا كانت عملية افتضاض البكارة قد تمت في ظروف غير شرعية• ويؤكد أن هذا الأمر يعتبر نوعا من تشجيع الفساد وسط مجتمع إسلامي محافظ• وخير ذلك، على ذلك قول رسول الله (ص) من غشنا فليس منا. أما بالنسبة لرأي القانون، فقد أفادت المحامية (م•ب) أن هذه العملية لا تعتبر جرما أو مخالفة يعاقب عليها القانون، إذ ليس هناك أي نص قانوني يجرم ذلك، أما بخصوص الجانب الطبي، فقد صرح أحد الأطباء المختصين في أمراض النساء، ان مثل هذه العمليات تجرى كأية جراحة عادية وتستغرق أقل من 40دقيقة، وتبلغ تكلفتها ما بين 5000 إلى 8000درهم• لكنها لاتدوم مدة طويلة، وبالنسبة للرتق الدائم فهو مكلف. إقرأ أيضا عائلات يبحثن لبناتهن عن شهادات إثبات العذرية