لم يتجاوز ال25 ربيعا، وبتجربة في الإمامة لم تتخطى عتبة السنتين، استطاع عزيز أيت لحسن بنعلي أن يجد له مكانا بين الفقهاء أصحاب الأصوات العذبة في مدينة أولاد تايمة، ممن يجذبون مئات المصلين لأداء صلاة التراويح خلال هذا الشهر الفضيل. ولد في منطقة أمزميز بالحوز، هناك تربى على حب قراءة القرآن الكريم منذ أن كان عمره 5 سنوات، حاول جاهدا التوفيق بين الدراسة في المدرسة وحفظ القرآن في الكتاب، غير أن حصوله على الشهادة الابتدائية جعله -عكس باقي زملاءه- ينقطع عن الدراسة لأربع سنوات قضاها في ذلك الكتاب، حيث أبى أن يفارق قريته إلا بعد حفظه للقران الكريم بشكل متقن. بعد نهاية هذه السنوات الأربع، وعوض الانتقال إلى الإعدادي، فضل إكمال مسيرته القرآنية، فكانت مدرسة البرج بمراكش هي المقصد، هناك سيقضي 3 سنوات، تعلم خلالها قواعد التجويد وعلوم اللغة، ليشد الرحال بعد ذلك إلى المدرسة العتيقة بقبيلة أولاد حساين بمنطقة هوارة التي قضى فيها قرابة السنتين وحصل خلالها على الباكالوريا في صنف العلوم الشرعية، إضافة لتجربة في قراءة القرآن الكريم أثناء صلوات التراويح بعدد من المساجد. التحق بكلية الشريعة بأيت ملول أكاير، وخلال فترة دراسته لم ينقطع عن صقل مهارته في تجويد القرآن الكريم خاصة بعد أن وجد معلما تتلمذ على يده العشرات من الفقهاء وهو شيخ أولاد تايمة حسن زكاري الذي كان يستقبله من حين لأخر من أجل تشجيعه وتصحيح مساره. مباشرة بعد نهاية سنته الجامعية الأولى، تم تعيينه إماما لمسجد القدس الذي لا زال يزاول فيه مهامه حتى اللحظة، ورغم ثقل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، إلا أنه لم يتوقف عن إتمام دراسته، ليتخرج هذه السنة من الكلية بالإجازة، التي يقول أنه لن يتوقف عندها وسيسعى لإكمال دراسته والحصول على شواهد عليا. عزيز الذي لا يخفي إعجابه بالمقرئين المغاربة أمثال لكوشي والقزابري، يمتلك ثقافة إسلامية واسعة، فرغم حداثة سنه، إلا أن دروس الوعظ والإرشاد التي يقدمها بالمسجد خلال رمضان تنم عن مستواه الكبير الذي ساعدته فيه دراساته الأكاديمية، أما الضغط الرهيب الذي يحسه فهو عندما يجد المئات من الناس حتى من يفوقونه علما يستمعون إلى دروسه، لكن نبل الرسالة التي يحملها هي التي تساعده على تجاوز "الضغط" وعلى الثقة بنفسه وإفادة الحاضرين.