"كل شيء يسير بنفحة رمضانية، وبطقوس خاصة تجعل من هذا الشهر الكريم، يعيدنا إلى العائلة، وإلى تقاليدنا، وإلى تذوق كل ما هو ديني". هكذا كان يتحدث وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، الذي يعتبر، أيضا، من الأسماء البارزة في حزب "التقدم والاشتراكية"، عن طقوسه الرمضانية في اتصال مع "هسبريس". وزير الثقافة الذي يباشر عمله الوزاري خلال أيام رمضان، على الساعة العاشرة صباحا، وينهي دوامه، غالبا، على الساعة السادسة زوالا، اعتبر أن الأجواء الرمضانية، تعيد المغاربة إلى حضن الأسرة وإلى ثقافة التضامن والتآزر، واللمّة العائلية التي لها طقوس خاصة في رمضان عند المغاربة، حتى أصبحت جزءا من ثقافتهم. الصبحي، الذي اعتبر نفسه مستمتعا بنفحات هذا الشهر الكريم، وبكل يوم فيه، وبروحانيته، أكد أنّ رمضان غالبا ما يقضيه في بيت والدته، وهو طقس دأبت عليه العائلة منذ زمن بعيد. "فأنا وعائلتي الصغيرة وإخواني وأخواتي بعائلتهم الصغيرة، كلنا "نهجم" على الوالدة في رمضان، بمدينة سلا، كي نقضيه معها، ولنعيش طقوسنا العائلية المستمدة من الثقافة المغربية الأصيلة، وهي عادة ألفناها منذ مدة طويلة حتى أصبحت ضرورة لا يمكن تغييرها. يضيف الصبيحي في ذات الاتصال مع "هسبريس". الملفات العالقة بالوزارة، والبرنامج المليء بالمواعيد، كلها أشياء لا تضيّع على الصبيحي التفكير في مائدة الإفطار الرمضانية الذي يحرص على أن تشمل على التمر والجبن والمسمن وسلو بالإضافة الحريرية، لكن بدون طعم "حداثي"، حسب ما صرح به وزير الثقافة ل"هسبريس". ولتدبير العامل الزمني بشكل جيد، يؤكد الصبيحي أنه وعائلته الكبيرة اعتادوا على ملء المائدة بمختلف السلطات والمأكولات المختلفة على شكل عشاء بعد الإفطار مباشرة، وهو ما يسمح له شخصيا بتدبير الوقت الفارق بين موعد الإفطار والسحور الذي يتناوله في حدود 12:30 صباحا، قبل أن يخلد للنوم في انتظار منبه الساعة الذي يذكره بموعد صلاة الفجر. ويتذكر وزير الثقافة أيامه الأولى في الصيام، بمدينة سلا، بكثير من الحنين، حيث أكد ل"هسبريس" أنه كان مثل السلطات في يومه أول يوم صامه، حيث أعدت له العائلة طقوسا خاصة، تمتزج مع التقاليد السلاوية، بعد أن تم إلباسه الجلابة التقليدية، والطربوش الوطني، وتاهوا به في بعض الزوايا حتى ينسى جوع اليوم وطوله. وعند الإفطار تم الاحتفال به، من خلال اللباس التقليدي مع وضع مأكولات خاصة مما يشتهي ويرغب، حيث عاش دلالا زائدا في ذاك اليوم. كلها طقوس وعادات يقول الصبيحي افتقدها المجتمع المغربي والسلاوي، حاليا، لكن بعض العائلات مازالت على إرثها الثقافي محافظة وتصر على أن يكون الصوم الأول لأبنائهم على هذا الشكل، وهو ما تمنى الصبيحي أن يدوم ويستمر لأنه جزء من ثقافة وحضارة الشعب المغربي.