الاتفاق قبل الزواج من أهم السبل التي يمكن أن تيسر للزوجين السعادة والاستقرار. ويغفل الكثير من الأزواج هذه النقطة ومنهم من يركز على الأمور الكبيرة ويهمل التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تكون سببا في الكثير من الصدامات ووقودا للكثير من الجدالات. ومن بين الأشياء التي يجب الاتفاق عليها: - طبيعة ومكان الزوجية. - عمل الزوجة. - كيفية الإنفاق. - نظرتكما للمناسبات والعادات الاجتماعية. - هدفكما من هذا الزواج. - الإنجاب. ويمكننا الاستئناس بقصة شريح القاضي وزوجته واللذين يجسدان من خلال قصتهما نموذجا للزوجين الناجحين بفضل الاتفاق والتفاهم منذ اليوم الأول. وروي أن شريحا القاضي قابل الشعبي يوما، فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من أهلي! قال له: وكيف ذلك؟ قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي رأيت فيها حسنا فاتنا، وجمالا نادرا، قلت في نفسي: سوف أتطهر وأصلي ركعتين شكرا لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك. قال شريح: فأحوجتني –والله- يا شعبي إلى الخطبة في ذلك فقلت : الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد: فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك. أحب كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فنشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها. فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ لقراءة المزيد على مجلتك مواضيع ذات صلة: - التسامح سر استمرار الحياة الزوجية - التضحية والغباء لنجاح الحياة الزوجية - متى يكون الطلاق الحل الوحيد؟