بالأمس يلج الطالب الكلية وكله إرادة وعزيمة لطلب العلم ، فتراه ينكب على التحصيل العلمي ، يقضي أوقاته في الدراسة والبحث حتى إذا فضل عنه بعض الوقت ، الذي لن يصرفه إلا في حلقات للنقاش . "" لدى هذا الطالب زاد معرفي وثقافي جمعهما من بين صفحات كتب الخزانة التي يقضي فيها أغلب أحيانِه ، ولديه ايضا من التواصل وادبيات النقاش والحوار الذي جمعهما من بين حلقات الطلاب ما يستثمر به زاده ، فلا تسمع اسم الطالب الا مقرونا بالعلم والشجاعة والنضال وهكذا حال جميع زملائه الطلبة ، الذي يعتبرون حقا أوعى شريحة في المجتمع ، فما أمجد عصرهم . أما اليوم فالتلميذ يلج الكلية وكله فشل ويأس ، فتجده يفكر في كل شيء إلا طلب العلم ، وكله عزيمة وإرادة إلا من البحث العلمي ، فيصرف أوقاته تحت ظلال أشجار الكلية ، وعلى أعشابها المخضرة ، وتحت جدرانها المستورة ، المظلمة ، وفي اللقاءات الفارغة ، فهو سخي بوقته سخاء الزاهد الناسك بدنياه ، وبعيد عن مدرج دروسه بُعد المشرقين ، فأين يقضي صاحبنا وقته يا ترى ؟ يقضي جل وقته مع خليلته (خليلاته) في لقاءات مارطونية حميمية ورومانسية، وكأنك في مكان آخر غير الكلية ، لقد اصبحت تلك الاماكن من الكلية ملاذ المراهقين في جلسات ثنائية تحت كل شجرة ، وتحت كل سقف ، وفوق كل عشب ، وهذا حال معظهم إلا من رحم ربك من قلة قليلة التي تكابد في التحصيل ، والنضال الذي يحتضر . مساحة شاسعة بين طالب أمسنا وطالب يومنا ، وحدها البطالة من جمع شملهما في مكان اسمه المغرب. عن مدونة عبد الله المعتوقي