حظيت صورة وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، وهو نائم على ظهره فوق الأرض ويضع رأسه على كرسي في قصر المؤتمرات بتونس العاصمة، والذي شهد فعاليات مؤتمر حركة النهضة التاسع، اهتماما بالغا من لدن مرتادي موقع الفيسبوك والمنتديات الإلكترونية. وأعرب العديد من ناشطي الفيسبوك عن سعادتهم برؤية رجل دولة في مستوى وزير خارجية ينام بكل أريحية وتواضع على الأرض، غير آبه بالبروتوكولات والشكليات التي غالبا ما تهيمن على تحركات الشخصيات السياسية وتصرفات المسؤولين الحكوميين. وقال معلقون إن وزير الخارجية التونسي قبل أن يتحمل مسؤوليته في الحكومة كان من قيادات العمل المهجري التابع لحركة النهضة التونسية، وكان باحثا ومحاضرا في عدد من الجامعات، وهو الأمر الذي جعل رفيق شخصا طبيعيا غرف من معين التواضع الذاتي والسلوكي. وتابع المعلقون بأنه لا غرو في أن ينام الدكتور رفيق عبد السلام على الأرض بتواضع، باعتبار عمله المتميز على مستوى الدبلوماسية الخارجية لتونس طيلة الفترة التي تقلد فيها هذه المسؤولية الرسمية، فقد عمل بجهد وصدق، فاستحق النوم بلا حراسة ولا مظاهر زائفة. وبالغ بعض المعلقين في إعجابهم بصورة رفيق، الذي حصل على الإجازة من جامعة محمد الخامس بالرباط، إلى درجة أنهم استشهدوا بمقولة وفد فارس عندما جاء إلى المدينةالمنورة للسؤال عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما خاطبوه لما وجدوه نائما تحت شجرة: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر". وشكك ظرفاء في صدقية الصورة التي انتشرت بشكل لافت في المواقع وصفحات الفيسبوك، بينما لمح معلقون إلى زميل رفيق في الدبلوماسية المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، حيث تساءلوا هل يمكن أن نرى العثماني يوما ما نائما على الأرض العارية بدون حراسة ولا بروتوكوليات. وتكلف معلقون في موقع الفيسبوك بالإجابة عن هذا السؤال بالقول إن العثماني لا يحتاج إلى أن يقلد رفيق أو يفعل مثله، فقد حدث مرارا أن افترش الأرض وجالس بعض الشباب بكل تواضع، فلا داعي للمزايدات، يقول هؤلاء المعلقون المتحمسون.