لم تمنع الدكتور سعد الدين العثماني انشغالاته بمهامه الجديدة والمكثفة كوزير للشؤون الخارجية للمغرب في أن يتواصل، مباشرة بعد عودته من تونس الخضراء حيث التقى قبل أيام قليلة بالرئيس التونسي وبأمير قطر، مع العديد من الصحفيين، ومع غيرهم من الفعاليات ومن المواطنين، وذلك عبر الكتابة لهم ردا على تهنئتهم له بالمنصب الوزاري في الحكومة الجديدة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية. وقال صحفيون، في تصريحات متطابقة لهسبريس، إن رئيس الدبلوماسية المغربية الجديدة أبان عن حس تواصلي رفيع وراق حينما حرص شخصيا بالرغم من انهماكه في التعرف على دواليب العمل في الوزارة على الجواب على رسائل المتواصلين معه، عبر لغة متأدبة ومتواضعة، وأسلوب سلس ينم عن خلفية شخصية الرجل، وهو الطبيب النفسي العارف بما يتيحه إتقان قنوات التواصل من فتح القلوب المغلقة والطرق المسدودة. ومما جاء في إحدى رسائل العثماني، وزير الخارجية الجديد، لأحد المتواصلين معه قبل أيام قليلة، قوله "تلقيت ببالغ السرور رسالتكم التي عبرتم فيها عن تهانيكم لي بمناسبة تعييني وزيرا للشؤون الخارجية و التعاون في حكومة صاحب الجلالة، وإنني إذ أتقدم إليكم بالشكر الخالص على مبادرتكم الودية، أرجو من العلي القدير أن يلهمنا من حوله وقوته حتى نحقق ما تتطلبه جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا، والله ولي التوفيق". وعلق مصدر مقرب من العثماني على مثل هذه المبادرة، في تصريح لهسبريس، بالتأكيد على أن الرجل لم يتغير سلوكه، ولم تتبدل طباعه رغم اعتلائه هذا المنصب الحساس والهام في تراتبية السلطة في الدولة، مضيفا أنه ظل "هُوَ هُوَ" سمحا ومتواضعا، ربما بفضل تضلعه في فقه الدين الذي يحث على خصلة التواضع والسماحة في القول والفعل، كما أن الابتسامة نادرا ما تفارق وجهه سواء في الرخاء أو في الشدة، وذلك ربما يعود إلى خبرته في مهنته الأصلية كطبيب يداوي الأعطاب التي تعتري النفس البشرية. [email protected]