اتهم عبد الفتاح الفاتحي، المختص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربي، الجزائر بالسعي دائما إلى التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، ولاسيما في ما يتعلق بوحدته الترابية؛ من خلال احتضانها مليشيات عسكرية وتسليحها وتدريبها للقيام بأعمال عدوانية ضد المملكة، ودعمها للبوليساريو في تأطير مغاربة "انفصاليي الداخل" لزعزعة أمن واستقرار الصحراء. وأبرز الفاتحي، في حديث لهسبريس، بأنه بسبب هذه الممارسات التي لا تنكرها الجزائر يكون الموقف الجزائري في عرف القانون الدولي أنها تمارس إرهاب دولة ضد دولة جار، وهو ما يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية". ويشرح المتحدث بأن الجزائر تعمل على توفير الدعم السياسي والدبلوماسي لجماعة مسلحة ومعادية لدولة جار؛ وهو أمر ترفضه مبادئ القانون الدولي مادامت هذه الجماعة تقيم خارج حدود الدولة التي تنازعها سياسيا وعسكريا، وكذا لأن هذا التنظيم الانفصالي المسلح لم يحصل على الاعتراف الإقليمي ولا الدولي، مما يرفع عنها صفة "حركة تحرر وطنية" عكس ما تدعيه الجزائر. وسجل الفاتحي تواصل ما قال إنه عداء مُستشر في تعاطي الجزائر مع جارها المغرب، وتواصل خرقها لمبادئ حسن الجوار، لافتا إلى أنها تمد هذا التنظيم العسكري الانفصالي بالسلاح ورعايته بالتدريب والإمكانيات المادية والدبلوماسية، ما يؤكد أكثر بأن هذه الدولة تمارس إرهاب الدولة ضد جارتها المملكة المغربية. وعرج الفاتحي في تحليله على أن الجزائر لم تحِد تاريخيا عن دعمها المتواصل لجبهة البوليساريو الانفصالية، بالمال والسلاح والتدريب العسكري ضدا على الأعراف الدولية الداعية إلى السلم والاستقرار في المنطقة، والانخراط العملي لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه في النزاع حول الصحراء. ولفت الخبير إلى عدد من المعطيات المستجدة فيما يتعلق بقضية الصحراء، منها إذكاء الجبهة هذه الأيام للتوتر عبر انفصاليي الداخل، وخضوع مليشياتها لتدريبات عسكرية على يد الجيش الجزائري، فضلا عن تهديدات ممثلي الجبهة الانفصالية بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب، علما أنه بعد أن أعلنوا تراجع مقدراتهم العسكرية والاستراتيجية أمام الجيش الملكي المغربي، عادوا إلى لهجة التصعيد بالحرب. وشدد الفاتحي على أن الأمر يستدعي التعاطي مع تهديدات البوليساريو بكثير من العقلانية مادامت تزاوج بين التعبئة الإعلامية والأفعال العملية، حيث يتحدث إعلام الجبهة عن كون مليشياتها أقامت مناورات عسكرية مع الجيش الجزائري لاختبار جاهزيتها، ولتمكينها من تكتيكات تنفيذ خطط الفرق الخاصة "كومندو" وحرب عصابات ما وراء الجدار الرملي التي يقيمه المغرب. واسترسل بأن استراتيجية البوليساريو اليوم تقوم على تدريب جزء من مليشياتها على المزواجة بين تعبئة مزيد من انفصالي الداخل لتجسيد دعاية "العصيان المدني في الصحراء"، والتدريب على حرب العصابات لزعزعة الأمن والاستقرار في الأقاليم الجنوبية طبقا لنسخة أحداث مخيم اكديم ايزيك. واستطرد المحلل بأنه مادامت البوليساريو تُسَكِّنُ محتجزيها في مخيمات تندوف بالمساعدات الغذائية، وحيث تفتقد إلى ما يقوي موقفها التفاوضي في الوقت الراهن، فإنها تسعى عبر كل الوسائل لإطالة أمد النزاع في الصحراء، ومن جهة ثانية فلأنها ترى في ذلك جزء من حرب "الاستنزاف" التي تقوم بها لإنهاك المغرب عسكريا واقتصاديا ونفسيا وماديا.