قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن المغرب تمكن من مواجهة ما وصفه بالابتلاء الذي تعرضت له دول عديدة في العالم العربي، بفضل ما تميز به شعبه من طريقة خاصة في تداول شأنه، منذ أزيد من 12 قرنا خلت. وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر الوطني السابع لحزبه صباح السبت 14 يوليوز أن في المغرب أسرة ملكية تحب الشعب ويحبها وتقوم بدور الحَكَم أكثر من دور الحُكم. واسترسل بنكيران مُتابعا أن المغاربة الذين كانوا وراء مقاومة الاستعمار وكانوا وراء الاستقلال ووراء حدث المسيرة الخضراء ووراء تجربة التناوب التوافقي ووراء الانتقال "السلس" للحكم سنة 1999، هو نفسه الشعب الذي "أنجى به الله الأمة والملكية في المغرب بعد أن استطاع الجميع أن يجدوا حلا توافقيا من خلال خطاب 9 مارس ودستور فاتح يوليوز وانتخابات 25 نونبر" يضيف بنكيران. وشدد أمين عام "المصباح". في الكلمة ذاتها، موجها الخطاب إلى من اعتبر أنهم يقولون بأن التحكم يمكن أن يرجع إلى المغرب وأن الاستبداد يمكنه أن يحمي الفساد، على أن مرحلة الفساد والاستبداد انتهت، ولم يعد مقبولا العودة إليها لأن الشعب لا يريدها على حد تعبير بنكيران. وعن الانتخابات المقبلة،أبرز الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن حزبه ملتزم بقبول نتائجها مهما كانت شريطة أن تكون نزيهة وألا يشوبها أي تزوير، وأنه سيدافع عن الديموقراطية وعن نزاهة الانتخابات، مشيرا إلى أن منطق التحكم والمكر والخداع والاستئثار بالثروة واستغلال القضاء انتهى، مبينا أن من يواجه الشعوب سينهزم كيفما كان. وخصّ بنكيران في كلمته التي تابعها أزيد من 15 ألف مواطن ومواطنة غضت بهم جنبات القاعة المغطاة لمركب الأمير مولاي عبد الله، وزراء ونواب وعموم أعضاء حزبه بتوجيهات وُصفت بالوعظية، بأن ينتصروا في معركة الأخلاق والقيم داخل حزبهم أولا وبأن يغيروا ذواتهم قبل أن يفكروا في إنجاح أي تغيير آخر، قائلا "اقمعوا رغباتكم الشخصية واجعلوا شعاركم الوطن أولا والحزب ثانيا وذواتكم في حدود المعقول ثالثا "، ناصحا الوزراء والنواب بأن يتذكروا أن المناصب تغوي وتغري و"ولكن عليكم أن تتذكروا أنكم جئتم لتاخذوا بمعروف وتعطوا بدون حساب". وعن أداء حكومته، قال بنكيران إنه لن يجزم بأن الأداء 10 على 10، موضحا أن حكومته تحاول جهد المستطاع أن تخدم الوطن، مشددا على أن التركة في ايجابيات لا يمكن إنكارها وفيها أيضا سلبيات كثيرة وإرث ثقيل على رأسه اقتصاد الريع. هذا ويُشار إلى أن مؤتمر العدالة والتنمية الذي يُنظم تحت شعار "شراكة فعالة من أجل البناء الديموقراطي" سيتواصل طوال يومي 14 و15 يوليوز، بمشاركة حوالي 4000 مؤتمرا يمثلون مختلف مناطق المغرب وكذا من خارجه.