وصف سياسي مغربي معارض فرار عدد من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية، على خلفية هجمات الدارالبيضاء التي وقعت سنة 2003، بأنه جزء من سلسلة حلقات متصلة من الصراع بين الحكومة والجماعات المتطرفة، تعمد الحكومة فيها إلى استغلالها لكسب ود الرأي العام الدولي وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبارها "حكومة تحارب الإرهاب". "" ورفض أمين عام حزب النهج الديمقراطي المغربي عبد الله الحريف، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، اعتبار حدث هروب تسعة معتقلين من الجماعة السلفية من سجن القنيطرة تحولاً في المعركة بين أجهزة الأمن المغربية والجماعات السلفية. وقال الحريف "لا يمكن استخلاص نظريات عامة من خلال حدث معزول كهذا، لكن لا شك أنّ هناك صراعاً وهناك اعتقالات ومحاكمات كثيرة في سياق نوع من المواجهة الخاصة بين الدولة وهذه الاتجاهات المتطرفة كالسلفية الجهادية، لكنني أنظر إلى أنّ النظام يعمد إلى الظهور بمظهر أنه يحارب الإرهاب لاستدرار عطف الولاياتالمتحدةالأمريكية"، على حد تعبيره. وطالب الحريف السلطات المغربية بضرورة احترام حقوق الإنسان وإطلاق سراح سحناء الرأي ممن لم يتورّطوا في أعمال عنف، وقال "نحن في النهج الديمقراطي دائماً نطالب بإطلاق سراح معتقلي الرأي الذين لم يقوموا بعنف، ونحن نقول إنه لا يجب معاملة هؤلاء السجناء معاملة سيئة ولا يجب تعذيبهم، لكن للأسف التعذيب موجود والمعاملة السيئة موجودة"، مؤكداً أنّ "القمع والاعتقالات لا تمسّ فقط الأصوليين وإنما أيضا كل الحركات الاحتجاجية الجذرية، ولا شيء تغيّر على الرغم من خطابات الديمقراطية وحقوق الإنسان"، كما قال. وعمّا إذا كان حديثه هذا يعبر عن دفاع بشكل أو بآخر عن ما يوصف بالسلفية الجهادية، على الرغم من أنهم خصوم فكريون وأيديولوجيون للنهج الديمقراطي ذي الخلفية الماركسية؛ قال الحريف "نحن موقفنا واضح، لا نعتبر الأصولية هي العدو الرئيس فهم مواطنون يجب احترام حقوقهم، ونحن نصارعهم فكرياً ولكننا لا نقبل بقمعهم، وعلى الرغم من أنّ بعض القوى السياسية تحالفت مع النظام ضد الأصولية؛ فإننا لم نفعل ذلك، لأننا نعتبر أنّ المسؤول عن سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية هي الطبقة السياسية الحاكمة". وأضاف السياسي المغربي قوله "مع أنّ الأصوليين يكنّون لنا عداء كبيراً ويعتبروننا ملحدين؛ فإننا لسنا كذلك، نحن لسنا ملحدين بل نحن علمانيون، ولكن هذا صراع يجب أن نخوضه وأن نكون مبدئيين فيه، إذ لا يجب أن نصارعهم باسم الديمقراطية ونقبل أن يكون لنا حكم مطلق باسم الملكية، وأن يكون هناك استبداد وقمع، هذه مواقفنا فنحن مبدئيون"، على حد تعبيره. وكان بيان لوزارة العدل المغربية قد أكد أنّ إدارة السجن المركزي في القنيطرة سجّلت صباح الاثنين فرار عدد من معتقلي "السلفية الجهادية" الذين تم اعتقالهم على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء سنة 2003. والفارون هم محمد مهين، وعبدالله بوعمير، وحمّو كساني، ومحمد الشاذلي، الذين كانوا يقضون عقوبات بالسجن المؤبد، إضافة الى محمد الشطبي، وشقيقه كمال، المدانين بالسجن لمدة عشرين سنة.