لا يتردد المخزن من إشعال فتيل إشاعات في المكان أو الحي الذي يريد أن يتدخل فيه أمنيا، خصوصا إذا تعلق الأمر بما يسهر دائما على تعتيمه إعلاميا ، مناسبة هذا المقال هو ما لاحظته هذه الآونة واسمعه من أكثر من شخص ، عن أشياء غريبة لا أكاد أصدقها ، أول هذه الإشاعات ، كانت سنة 2006 ، في شهر يونيو عندما توفي الزرقاوي بالعراق ، وقد كانت وزارة الداخلية قد أعلنت حربا مفتوحة ضد جماعة العدل والإحسان غير المعترف بها رسميا . "" ولأنني اقطن بالحي نفسه الذي دأبت الجماعة على تنظيم مجلس يسمى النصيحة ، ولأن فضولي أكبر مني ، لم أتردد في الحضور إلى عين المكان عندما رأيت حالة من الهلع والفوضى تسود المكان الهادئ ، وجماعات صغيرة من الأطفال شدها حنينها إلى اللعب الدائم إلى اللعب من تلك القوى الأمنية ، هكذا عاينت مشاهد لم أراها إلا في شاشات التلفاز ، إلا انه وبعد لحظات قليلات سمعت عن كلام تم تداوله بين الحاضرين ، هو أن هؤلاء الناس أقاموا حفل تأبين للزرقاوي ، لذلك تدخل الأمن . وثانيها ، عندما كنت في عملي ، أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة وحصارها الخانق ، وبينما رجعت من المسجد يوم الجمعة وقد شاهدت الألوان الملونة من قوات القمع تحاصر ذلك المسجد ، ولم تتركني حتى من ارتداء نعالي ، وبمجرد ما بدأت عملي في ذاك المساء ، سمعت أن إرهابيين في زي النساء دخلوا ذلك المسجد للقيام بأعمال إرهابية . وثالثها ، هو مقتل امرأة قرب مقر العمل الذي اعمل فيه هذه الأيام ، تساءلت واستغربت ، فأجابتني النساء التي اعمل معهن أن رجلا اسمه بومنجل ، هو مرتكب الجريمة . وقد قيل بان بومنجل سفاح يقتل النساء بمنجل في نواحي أولاد تايمة 44 كلم عن مدينة أكادير . إلا إنني توصلت أن كل ما سمعته مصدره من البوليس السري الذي يحضر إلى مكان التدخل ويتغلغل وسط الحاضرين. فالإشاعة الأولى والثانية ، لكي يغطي بها المخزن تدخله العنيف غير المبرر . والثالثة ليغطي بها عن قصوره الأمني ، فانعدام الأمن ظاهرة مغربية بامتياز وتكاثر الجريمة أصبح المغرب أرضا خصبة لها . ببساطة لأن الأمن الوطني يحمي فقط عينة قليلة من مواطني هذا الوطن. عن مدونة عبد الله المعتوقي