...صلة الوصل الصحراوية المغربية و حنان الأبوة كأب مسؤول يشغلان بالي : خصوصا و أنا أقرأ بعض مذكرات " "خوان فيفاس" عامل الاستخبارات الكوبية سابقا في كتابه "المانيفيكو" : (بعض الأطفال لا يزالون يبكون ، بعضهم يصل إلى "جزيرة الشباب" أو جزيرة الحرمان كما نسميها في جمعية القبائل الصحراوية المغربية في أوربا) دون أن يعرفوا من أين أتوا الصباح يعملون في حقول قصب السكر و بعد الظهيرة تلقن لهم في مدارس خاصة دروس تخالف الحقيقة و التاريخ ، ليصنعوا منهم فكريا و روحيا قنابل إنسانية مدمرة لأهداف معينة .( و يضيف مسؤول آخر " داغيال ألارسون" الذي يعيش حاليا لاجئا بفرنسا : لازلت أذكر وصول الباخرة التي تحمل أعدادا هائلة من الأطفال الذين يتراوح سنهم بين 9 و 11 سنة ، و يتم نقلهم إلى جزيرة الشباب الحرمان حيث يستحيل الهروب للحراسة المشددة على الجزيرة . و يشير انه أرسل شخصيا مكونين عسكريين لتكوين هؤلاء الأطفال على حرب العصابات حيث استعملت عليهم شتى أنواع الأساليب اللا إنسانية و التداريب القاهرة التي لا يتحملها سنهم كأطفال، و كيفية صنع القنابل، مما أدى في هاته التدريبات الإجرامية إلى حوادث مميتة ، ذهبت ضحيتها عدد من أرواح الأطفال الصحراويين المغاربة ، حيث رفاتهم لا تزال موجودة بالجزيرة، مضاعفة مأساة أسرهم المحتجزة في مخيمات القهر و العار بتنذوف. أطفال انتزعوا و سرقوا و قطعوا من جذورهم التاريخية و العاطفية، و حرموا من براءة الطفولة و حنان الأمومة، و كل هذا تحت أعين الجزائر الصانعة لجبهة البوليساريو. إن هذه المأساة التي يعيشها ألاف الأطفال الصحراويين المغاربة ، سواء في كوبا أو مخيمات تندوف، هزت مشاعر الرأي الدولي و كانت محط نقاش في عدة تجمعات عالمية خصوصا منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.و عدة جمعيات إنسانية مستقلة ، ثقافية أو دينية أنذرت و لازالت تنذر مطالبة بالإفراج عن هؤلاء الأطفال و الرجوع و عائلاتهم إلى حضن وطنهم الأم المملكة المغربية. و في انتظار ما نهاست V تستمر المأساة، و تبقي البوليساريو على سياسة الخيال و عدم الواقعية التي تحلم بها الجبهة تحت قبضة اليد الجزائرية و الوقوف حاجزا بمواقف متجاوزة موضوعيا أكل عليها الدهر و شرب ، و تبقى مكيدة الجزائر بارزة لتغليف مسعاها ، قصد تحقيق مطالبها الذاتية في المنطقة و الموروثة عن زمن الحرب الباردة . حيث بعد سقوط جدار برلين و اتحاد أمم أوربا و تنحية الحدود بينها تريد الجزائر بسياسة الكذب خلق حدود جديدة، في زمن لا قوة فيه إلا قوة الائتلاف و التوحيد و ما تفرضه من إكراهات و تحديات الخريطة السياسية الحالية للمنطقة ، تفاديا لخطر و تفشي الإرهاب، نظرا لتوثر المنطقة الناتج عن هاته السياسة منذ 3 عقود واضعة فرامل تعيق سير و طموح شعوب المنطقة جمعاء من تقدم و ازدهار، و مسايرة الركب و التحدي الذي تفرضه العولمة. إن المكيدة ليست فقط المس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية فحسب بل أيضا امن و استقرار المنطقة حيث تستغل القاعدة هذا الوضع ، لضمان قواعد إرهابية جديدة . على البوليساريو و الجزائر أن يعيا حقيقة الواقع الحالي و الانخراط في مخطط التسوية الأممي ، المخطط الذي جاء نتيجة جهود المملكة المغربية لإيجاد حل سياسي يرضي الجميع ، تلك المبادرة المغربية المبنية على حسن النية و التي تنطبق مع القوانين و الأعراف و الممارسات الدولية التي تقر بمبدأ الحكم الذاتي ، كتعبير مشروع عن حق تقرير المصير ، كما تظل العمود الفقري الذي يتطابق مع روح التوجه الأممي حيث لقيت مصادقة من كل القوى و الديمقراطيات العالمية. إنها مشروع لا بديل له لشفافيته و مصداقيته و مساواته. على جبهة البوليساريو أن تبدل الجهود الكافية لإنجاح هذا المخطط دون أن تنتظر " الإملاء الجزائري" و تدخله السافر دون حل المشكل نهائيا. في انتظار مانهاست V المملكة المغربية تنتظر الانخراط الجدي و بحسن النية لتحريك العجلة الكبيرة للمغرب العربي الكبير. إن جمعية القبائل الصحراوية المغربية في أوروبا لتعمل جاهدة و في كل منابر الحقوق لتنوير الرأي العام الدولي و فضح المؤامرات الجزائرية و التصدي للانفصاليين ، و التنديد بالخروقات اللانسانية ضد أخواتنا و إخواننا المحتجزين بتنذوف و تقول بكل فخر و اعتزاز و بتاريخ وطنها العريق الألفي منذ تأسيس فاس و الذي هو ليس وليد الاستعمار ، كما هو شأن البعض من حساده على شخصيته التاريخية المحضة تقول : ( هي الأرض مرة أخرى، و هي الأرض دائما، و هو المغربي، ثنائية تشذ عن المعادلات المألوفة، لأنها المملكة المغربية ، و لأنه المغربي ، و لان ذاكرة أعداء و حدته الترابية ذاكرة مثقوبة امتلأت تجاويفها بالصدأ)... علي جدو رئيس جمعية القبائل الصحراوية المغربية في أوروبا